728 x 90



التاريخ: 2017-01-14


الإستشارة:

أنا عمري 45 عام، ومتزوج ولدي ثلاثة أطفال، أعمل مهندس كهرباء، أشعر بالملل والاكتئاب والحزن دائماً ليس هناك شيء مفرح دائم التوتر سريع الغضب سريع الانفعال، طبيعة العمل الاحتكاك بالجمهور والنَّاس، وهم دائمي الجدال ولا يفهمون بسرعة وأقوم بالشرح لهم عدة مرات مما يتسبب لي بالملل والعصبية، مواعيد العمل من 7الي 2، دائم الشجار مع زوجتي بسبب اختلاف طبيعة كل منا وعدم التفاهم، مثلا انا بطبيعتي اقتصادي وهي عندها التبذير ، هي دائمة العصبية ودائما تنهر الأولاد وأنا بطبيعتي حنون معهم ودائما نتشاجر حول هذة النقطة في تربية الأولاد، أنا دائماً أتوجه بالنصح والإرشاد للأولاد وأتابع مذاكرتهم وتصرفاتهم وأريد أن يفعلو دائماً الصواب هذا كثيرا لايعجبهم، فالاولاد في حيرة ما بين أمهم العصبية وبين اهتمامي الزائد بهم.
أشعر بالوحدة في البيت والفراغ، كل مشغول الأولاد يلعبون علي الكمبيوتر أو المذاكرة وزوجتي إما في العمل أو شغل البيت ونادرا ما يربطنا حوار مشترك، وإذا تم الحوار فهي عن مشاكل عملها كمدرسة
أريد بعض الأدوية أو بعض الممارسات أو بعض الأفعال للخروج من حالة الاكتئاب العامة والملل الدائم
هذه بعض النقاط المهمة في حياتي

مع الشكر لكم

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين

أخي الحبيب الغالي
في البداية أشكر سعادتكم للتواصل معنا، والحديث إلينا بهذه الصراحة، وهذا الوضوح، وإن كنت لا أتفق معك في أنك تمر بحالة اكتئاب والعياذ بالله .. كل ما في الموضوع هو أنك تعيش داخل دائرة الروتين الممل ..
لن أحدثك عن طبيعة عملك كمهندس، وتعاملك مع الجمهور، وأتهمك لهم بعدم الفهم .. فالتواصل يا سيدي الفاضل يتكون من ثلاثة عناصر، هي: مرسل ورساله ومستقبل .. فأحيانا يكون العيب في المستقبل، وأحيانا يكون العيب في المرسل، وبما أنك تتهم المستقبلين بعدم الفهم، فأنصحك بأن تحاول النزول إلى ثقافتهم، وتتحدث إليهم بلغتهم هم، لا بلغتك أنت .. من الجائز أن يكون مستوى تفكيرهم ضحل، وأنت تتحدث إليهم بطريقه علمية محترفة ( كلمهم بالبلدي )، فالعصبية والانفعال لن يحلوا من الأمر شيء، بالعكس، سيزيد الموضوع سوءا، وأنت الوحيد الخاسر لأعصابك ومزاجك العام ..
وبالانتقال إلى منزلك، حتى نكون منصفين، فالعيب ليس بزوجتك وأبنائك وحدهم، فأنت شريك بالفعل في ما أنت فيه .. فلو تحدثنا عن إسراف الزوجة فلنسأل أنفسنا .. ما هو المقصود بالإسراف؟ فإن كانت تسرف، وتصرف الأموال فيما هو ليس ضمن احتياجات الأسرة، وفيما يزيد عن احتياجاتكم، فهنا يجب أن تقف وقفة الجاد، وتجلس معها، وتوضح لها أن ذلك لن تقبل به، وأن إمكانياتك المادية لا تسمح بذلك، فيما لا يخل من دورك كأب، وأنت المسؤول عن جميع مصروفات المنزل من مأكل ومشرب وملبس وعلاج وتعليم ..
فلو كنت أنت تنظر إلى أنها إمرأه عامله ولها راتبها و (يجب ) أن تتحمل معك أعباء الحياة العادية، فأنت مخطئ في حق نفسك قبل حقها .. فهي إن ساعدت فنقول لها شكرا، وإن لم تساعد فلا نسألها ذلك ..
ولو تحدثنا عن انشغال أبنائك الذين تهتم بأمرهم كثيرا، فيجب أن تعلم أنك عمود المنزل، والمحرك الرئيسي للحدث، فالطفل بطبيعته لا يميل إلى الاهتمام الزائد، ويرغب في الشعور بالاستقلالية نوعا ما، ويرغب في أن يخطئ ويصيب .. يرغب بأن يكون له أسراره الخاصة، يرغب بأن يخرج بدون رقيب .. فاترك لهم هذه المساحة .. وعن علاقتك بأمهم واعتراضك على أسلوبها، فيفضل بل يجب أن يكون حواركما واعتراضكما داخل غرفة النوم المغلقة، وليس أمام الأبناء، فأنا اصدقك حينما قلت إن الاطفال وصلوا إلى مرحلة التضارب .. فمهما اتخذت الأم من قرارات خاطئة، لا تراجعها أمامهم مطلقا، بل حينما تنفرد بها، أفهمها خطأها، واطلب منها هي أن تراجع قرارها، والعكس صحيح، واجعل ذلك اتفاقا جديدا بينكما .. فصدقني ستتحسن علاقتكما بالأولاد كثيرا، واحذر أن تظهر أنت بمظهر الأب الحنون المحب، المكسر لكل القواعد التي ترسيها الأم ولو بعصبية؛ لأنك بذلك تخطئ في حق زوجتك، وتجعل الأطفال يميلون إليك ويكرهون الأم، وهذا ليس صحيح، وليس صحيا بالمرة ..
ولو تطرقنا إلى انشغالهم بالكمبيوتر، فأنت كمهندس تعلم جيدا كيفية وضع جدول زمني لكل شيء، ولا تترك الامور تسير بلا ضوابط، وإلا انهارت البناية واخترب المشروع، فعليك بالاجتماع بأبنائك، واجعله اجتماع المحبين الودودين، وابدأ في وضع جدول زمني لكل شيء .. للكمبيوتر والجوال والدراسة والطعام واللعب والخروج والجلوس مع بعض بدون أي مؤثرات خارجية .. اذهب واشتري بعض الألعاب والألغاز أو حتى جهاز إلكتروني يجمعكم مع بعضكم البعض، وابدأ انت في تجميعهم، وتحدث إليهم عن قصصك وتاريخك، واطلب آرائهم ومشورتهم، وليكن ذلك لمدة نصف ساعة في اليوم، ويوم الجمعة اجعله للمرح وأطلق عليه اسم "يوم العائلة" ..
وعن الحوار مع زوجتك، فلماذا نختلف ونحن من الممكن أن نتفق، فإن كانت هي مشغولة بالأعمال المنزلية وعملها كمدرسة ومتابعة الأطفال ومذاكرتهم، فلماذا لا تبادر أنت برد فعل جيد منك، وأن تشاركها في تلك الأعمال المنزلية، ولا تسألني السؤال المعتاد من كثير من الرجال ( تريدني أن امسح وأكنس وأغسل ؟؟ )، لا يا سيدي، اختر أحد الأمور التي تستطيع أنت تقوم بها، وترى أنها تشغل زوجتك عنك .. فالزوجة عندما تراك تساعدها وتعينها وتقدر جيدا مدى تعبها وتضحياتها ستسعد كثيرا .. النساء يا سيدي يعشقون الاهتمام .. ابدأ انت بالاهتمام، ولا تجلس دائما منتظر الفعل، كن أنت الفعل .. احتويها وادعوها إلى عشاء وحدكما دون الأولاد، واجعل بينك وبينها قاسم مشترك أيا ما كان هذا القاسم .. اجلسا سويا وحددا ميزانية الأسرة، وان كنت أفضل أن يشترك ابنائكم في وضع هذه الميزانية؛ حتى تتفاديا إشكالية التحدث عن المصروفات إن كانت زائدة ام قليلة؛ فأحيانا المقتصد والمفكر في كيفية الصرف يتهم بالبخل، وإن كنت بخيلا ما كنت أرسلت لنا رسالتك هذه، فأنت معطاء وحنون ومحب، ولكنك لا تعرف كيف تستمتع بحياتك .. فلا تغلقها على العمل فقط، ولا على تأمين مستقبل أولادك، ولا على شراء منزل، ولا على توفير المال حتى ينفعنا في الكبر؛ فالحياة يا أخي الحبيب غير مضمونة لنا أن نعيش ساعة قادمة، استمتع بحياتك وأموالك وأبنائك وزوجتك، وسافر واكسر روتينك، وغير من مظهرك وملبسك وقصة شعرك، انسف دولاب ملابسك؛ فكل ذلك سيشعرك بتغير رهيب في حياتك ..

أسعد الله قلبك، وأنار بصيرتك وهدى لك أبنائك وزوجتك ..

تحياتي
د. محمـد حسين رضوان حسن
دكتوراه في البحوث والاستشارات , ‏ليسانس حقوق , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما