728 x 90



img

الهِمَة العالية مطلب عظيم يرجوه أصحاب النفوس الكبيرة التي تتوق إلى المعالي، وقوة الإرادة هي وقود هذه الهمة العالية، فبدون هذا الوقود – بعد توفيق الله عز وجل – لن يتم لهذه الهمة منالها ومبتغاها، فهناك بعض من الناس يضع لنفسه أهدافا عالية، لكنه حينما يبدأ في العمل من أجل تنفيذها والوصول إليها يفاجأ بحجم الجهد الكبير الذي يتطلبه النجاح فلا يصير، ويفتر ويتكاسل وتضعف عزيمته، فيترك أهدافه ويقعد عن العمل. صحيح أن طريق النجاح والتغيير ليس مفروشا بالورود والرياحين ويحتاج إلى تعب وجهد وبذل لنيل هذا الهدف، لكنالإنسان حينما يتذوق طعم النجاح يكون ذلك التعب أشهى إلى نفسه وألذ من طعم الراحة والهدوء. وتذكُر بعض الدراسات العلمية أن النملة، هذا المخلوق الضعيف الصغير،عند بناء بيتها تتميز بالحرص وقوة العزيمة، فقد يسقط البيت وينهار فتعاود البناء مرة أخرى ثم يسقط
فتعاود البناء مرة ثانية وثالثة ورابعة، حتى يستقيم البيت. وقد ذكر المؤرخون عن القائد المشهور تيمور لنك حيث دخل معركة من المعارك هو وجنوده، ومع بداية المعركة، هُزِم جيشه وتفرق عنه، فما كان من تيمور لنك إلا أن هام على وجهه حزينا كسيرا كئيبا لهذه الهزيمة المنكرة، لكنه لم يرجع إلى بلده بل ذهب إلى مغارة في أحد الجبال وجلس فيها يتأمل حاله التي وصل إليها وجيشه الذي تفرق عنه.وبينما هو مستغرق في تفكيره، إذ رأى نملة تريد أن تصعد على حجر أملس، وتسقط النملة لكنها تنطلق محاوِلة للمرة الثانية وتسقط، وتحاول الثالثة وتسقط، فالرابعة وهكذا، فشدته وانقطع تفكيره وبدأ في التركيز
مع النملة يعد محاولاتها للصعود حتى وصلت إلى 16 مرة، تصعد وتسقط وتبادر بالصعود من جديد، وفي المحاولة 17 نجحت النملة في الصعود، فقال: عجيب هذا الأمر! نملة تكرر المحاولة 17 مرة ولا تيأس حتى تنجح، وأنا أول مرة أنهزم وجيشي، ما أضعفنا وما أحقرنا؟ فنزل من المغارة وقد صمم أن يجمع فلول جيشه، وأن يدخل المعركة مرة أخرى، وألا ينهزم ما دام حيا، وكل هذا وصورة النملة لا تفارق مخيلته وتعيش في رأسه. فجَمَع جنوده وتعاهدوا على الثبات والصبر في المعركة، وألا ينهزموا أبدا ما داموا أحياء، فدخلوا المعركة بهذه النية وهذا التوجه والتصميم فانتصروا. لا تحاوِلْ أن تقلد غيرك تقليدا أعمى، كي لا تهفو أن تصبح مثل فان من النماذج الناجحة، لمجرد أنك رأيت الناس يعجبون به ويثنون عليه، حتى لو كان مجاله وتخصصه لا يناسب ميولك وإمكانياتك، ساعتها ستكون كالمنبتلا أرضا قطع ولا ظهرا أبقى، أو كالغراب الراقص الذي أراد أن يتعلم مشية أحد الطيور فلم يستطع، فلما أراد أن يعود إلى مشيته نسيها، فكان مشيه مثل الراقص الأبله.