728 x 90



img

السبت، 24 يناير 2015 02:33 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها. lkohidri@sch.gov.qa info@weyak.qa
تعزيز الصحة النفسية لدى الشباب

إن الشباب مرحلة وقنطرة بين الطفولة والرجولة فعندما يعبرها الشاب يتأثر في تفكيره وآماله وانفعالاته بآثار الماضي وتوقعات المستقبل… من هنا نجد الأمور لا تلتقي التقاء سليما متزنا وإنما تتعرض لبعض الهزات والعواطف والاضطرابات؛ لذلك من الضروري معاونة الشباب الصغار على عبور القنطرة بسلام عبورا يقوي ثقتهم بأنفسهم وبمن حولهم في الحاضر والمستقبل.
فالشباب ليس مشكلة بحد ذاته فالمشكلات التي يتعرض لها في حياته ليست كلها مشكلات الشباب فبعضها مشكلات بين الأسرة والشباب ونفسه والشباب والمؤسسات الشبابية الموجودة في المجتمع والشباب والمجتمع وبين الشباب والعمل.
فمشكلة الشباب مع الأسرة هي مشكلة الآباء والأمهات الذين يضيقون ذرعا في بعض الأحيان بأبنائهم لأن أفكار أبنائهم لا تنسجم مع أفكارهم ولان الأبناء لهم أسرارهم التي يحس بها الآباء والأمهات دون أن يتمكنوا من معرفتها.
كما تتراوح مشكلات الشباب بين الأسرة التي ينتمي إليها والأسرة التي يطمح بتشكيلها مستقبلا، فمن مشكلاته مع أسرته رغبته في الاستقلال وفي إثبات وجوده، وتعود أسرته معاملته معاملة الطفل، ومشكلاته مع أسرة المستقبل أنه يريد أن يتعرف إلى الفتيات والشباب ويختبرهن ويدرسهن لاختيار شريكة حياة المستقبل فيجد أمامه من الموانع ما يجد…
وتصل علاقة الشباب بالأهل إلى مرحلة حرجة في مستهل مرحلة الشباب (المراهقة) ليس لأن ظروف الأهل قد تغيرت بل لأن المنظور الذي ينظر من خلاله الأهل والشباب إلى بعضهما البعض قد تغير، وشكوى الشباب وتذمرهم بسبب عدم تفهم الأهل لهم كما لو كانوا في عهد الطفولة وليس بالضرورة اعتبار ظاهرة الشكوى لدى الشباب ظاهرة مرضية فهي دليل صحة فحين يشكو الشباب فإنهم يتحسسون واقعهم وما يحيط بهم.
وبتعبير آخر يعجز غالبية الأهل عن تقدير معنى وأهمية التغييرات الواسعة والسريعة التي تطرأ على أبنائهم الشباب وبالتالي يصرون على إدخال التعديلات المناسبة على مواقفهم إزاءها فبدلا من تلقي الشباب المعلومات عن التربية الجنسية من مصادرها الأمينة من قبل الأهل والمؤسسات الاجتماعية والتربوية والثقافية بطريقة علمية وموضوعية لا تخدش الحياء العام يلجئون إلى معرفتها من خلال سبل غير سليمة وغالبا ما تكون مشوهة ومضللة ومزيفة ومدمرة.
ميل الأهل للحد من حريات الشباب في التصرف إلى درجة أن الشاب يصبح أداة تحقق غايات عجز الآباء أن يحققوها بأنفسهم. من هنا فإن أهم أسباب مشكلات الشباب مع الأهل تكمن في اعتقاد الآباء بأن الأبناء هم عبارة عن فرص جديدة لتحقيق مشروعاتهم التي لم ينفذوها بأنفسهم في مستهل أيامهم.
عقوق الآباء للأبناء وعدم منحهم حقوقهم التي كفلها الخالق لهم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «حق الأبناء على الآباء أن يعلموهم الكتابة والسباحة والرمي والمرأة المغزل».
تسلط الأهل على الشباب والتمييز في المعاملة بين الشباب والشابات يفقد طابع المودة والتكامل والتعاون والتعاطف من العلاقات الأسرية ويستعاض عنها بمنافسة جديدة أو بمواجهة قاسية صامتة أو معلنة بين أفراد الأسرة ويصل الأمر أحيانا إلى حد القول بأن مجتمعنا أصبح مجتمعا رجاليا.
إصرار الآباء على أن يكون الأبناء نسخة أصلية منهم مع أن اعتبارات المكان والزمان تفرض مواكبة التطورات والمتغيرات المستجدة مصداقا لذلك قول الإمام علي كرم الله وجهه «لا تربوا أبناءكم لزمانكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم».

الأسرة والإجازة

مع انتهاء موسم الامتحانات النصف سنوية تتنفس الأسر الصعداء بعد الانتهاء من عبء المذاكرة والمتابعة والتوتر العصبي، لكن سرعان ما تتنبه الأسرة إلى أن الإجازة نفسها أصبحت هما وعبئًا ثقيلا يخلفه الفراغ الهائل الذي يخيم على أكثر الأسر، والذي لا يحسن استغلاله يتحول إلى أوقات سائبة وطاقات معطلة بعد أن كانت الأنشطة اليومية محددة بأوقات النوم والأكل واللعب والزيارات، بينما في الإجازة تتحطم جميع الجدران بين هذه الأنشطة وتنشأ عند كثير منهم أنشطة جديدة كثير منها في إطار اللهو واللعب والمرح والترفيه بحجة أن الإجازة لم تخصص إلا لذلك.
ويسعى الآباء والأمهات إلى توفير ما يمكن توفيره لإسعاد أطفالهم وتسليتهم وقضائهم لأوقات مفيدة ومثمرة في العطلة النصف سنوية، ويمكن أن تكون الإجازة مناسبة للتفكير في كيفية التعامل مع الوقت والزمن والعمر، وبعض الأشخاص يعتبرها فرصة للهو والعبث والنوم، وفرصة لتبديد المال وتضييع الوقت وصرف الطاقات دون جدوى كما يحلو للبعض الفراغ وانعدام المسؤوليات وقضاء أوقات طويلة في اللعب بأشكاله المتنوعة الحديثة والقديمة وكل ذلك سلوك سلبي وفيه مضمون عدواني موجه إلى الذات أو إلى الآخر، بشكل لاشعوري فالإجازة الدراسية ليست احتفالاً بالعبث وهدر الوقت واللامسؤولية.
وبالطبع فإن الراحة مطلوبة بعد الجهد والجد.. وكذلك اللعب والمرح والترفيه عن النفس والترويح عنها بكل الأساليب المتوفرة.. والمشكلة تظهر حين ينعدم التوازن بين الجد واللعب ويستغرق الطفل في اللعب لأوقات طويلة ولا يستطيع الموازنة بين أوقاته.. وهو بذلك قليل التحمل كثير التعب.. ويرتبط كل ذلك بالقيم والتربية وتكوين المجتمع وكثرة الملهيات وغياب قيم الجد والإنتاج والتطور..
ومن المهم في الإجازة أن يزيد الآباء والأمهات من ثقافتهم التربوية العامة كي يطوروا من أساليبهم في تعاملهم مع أطفالهم مما ينعكس إيجابياً على الجميع..
ومن المعروف أن الدلال الزائد وإرضاء حاجات الطفل طول الوقت مهما كانت هذه الحاجات، يمثل أسلوباً خاطئاً وهو يؤدي إلى ضعف شخصية الطفل وازدياد اعتماديته على الآخرين كما يجعل منه شخصاً سريع الغضب قليل التحمل للإحباط وغير ذلك من الصفات السلبية.. كما أن العقاب الصارم والقسوة والعنف لها آثار سلبية كثيرة وتؤدي إلى الشعور بالحرمان والنقص والتمرد والضعف.. ولا بد من الاقتراب من الطفل وفهم حاجاته المتنوعة وتوفيرها دون إفراط أو تفريط.. ولا بد للطفل من أن يتعلم أنه مرغوب فيه وأن هناك من يعينه على تأمين حاجاته ورغباته وأن الحياة من حوله محبة له وتعلمه كيف ينجح وكيف يعتمد على نفسه وكيف يحقق ذاته وسعادته.
الأعمال التي تقوم بها خلال الإجازة؛ تسجيل الأولاد في المراكز النافعة والمفيدة، وصنع برامج عائلية وكسر الروتين اليومي (مسابقات – منافسة بين الأولاد)، وممارسة الرياضة، وقراءة الكتب والمجلات المفيدة، وزيارة الأماكن التراثية الهامة، وأداء مناسك العمرة والزيارة الأماكن المقدسة.
ولكن ليعلم الجميع أن الإجازة وسيلة ناجحة للتخفف من الضغوط اليومية والمسؤوليات وتجديد النشاط والحيوية للجميع، ومن ثم العودة إلى الدراسة والمثابرة والاجتهاد والإنتاج، ولا بد من مراجعة النفس وسلوكياتها أثناء العمل وأثناء الإجازة.. ولا بد من العمل على تعديل الأنماط السلبية في السلوك والتفكير بما يتعلق بنا كآباء وأمهات وبأطفالنا.. وبما يتناسب مع حياة منتجة وفعالة.. ومع إجازة مفيدة وإيجابية.

إصلاح بيئة الطفل يحارب عادة الكذب..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. لدي ولد كثير الكذب والمراوغة وكلما سألته عن شيء يحاول أن يراوغ ولا أحسه أنه يصدق في كلامه، رغم أنني علمته أن الكذب حرام وكم من مرة عاقبته على هذا السلوك، ولكن لا فائدة من ذلك.. أرجو أن تدلوني على الحل الأفضل للتعامل مع ابني.. وجزاكم الله خيرا.. أختكم/أم فهد.

أختي الفاضلة أم فهد حفظك الله ورعاك، أشكرك على تواصلك مع موقع «وياك» وصفحة «قطوف نفسية» ومتابعتها، واعلمي أن ظاهرة الكذب عند الأطفال تستعمل كوسيلة للهروب من المسؤولية، أو تجنبا للعقاب، أو للحصول على العطف والمحبة من الكبار، أو طمعا في تحقيق غرض آخر، والمصيبة الكبيرة في ذلك أحيانا أن الطفل يقلد والديه حين يستمع إلى كذبهم، فقد يكذب الأهل أمام أطفالهم على غير شعور منهم، فلا بد أن ننتبه لهذه النقطة، إذا كنا نريد أطفالنا أن يلتزموا الصدق وأن يتحروا الصدق في أقوالهم وأفعالهم فلا بد أن نكون نحن أولياء الأمور قدوة لهم..
وقد ترجع أسباب اللجوء إلى الكذب إلى:
1- اضطراب الحياة الأسرية، وتفكك الأسرة، وعدم الشعور بالأمن في داخلها.
2- الشعور بالنقص ومحاولة التعويض عن طريق الكذب.
3- تمييز الأهل بين الأولاد، وتفضيل بعضهم على بعض.
4- قد يكون بسبب سوء معاملة المدرس داخل المدرسة، فيلجأ الطفل إلى استعمال أسلوب الكذب للتخلص من العقاب.
أما بالنسبة لهذه المشكلة فعليك أختي أم فهد اتباع الخطوات التالية:
1- يجب أن تكون البيئة المحيطة بالطفل بيئة صالحة، وأن يكون الجميع فيها صادقين.
2- إذا اعترف طفلك بذنبه، فلا داعي للقصاص، لأن من اعترف يجب أن يكافأ على هذا الاعتراف.
3- يجب أن تشجعي طفلك على قول الصدق.
4- لا تحاولي أن تكرري لفظة كذّاب على طفلك حتى لا يتعود عليها ويستهين بإطلاقها.
5- إذا كان لديه إخوة حاولي أن تعدلي بينهم ولا تفضلي واحدا على الآخر.
6- حاولي أن تنمي الثقة بالنفس عند طفلك.. وبالله التوفيق.

التفكير الإيجابي
– اعلم أنه من لم يفشل لم ينجح.
– ثقة الناس بك من خلال ثقتك بنفسك.
– أنت تكون ناجحا وسعيدا عندما تعتقد ذلك.
– التركيز على النجاح يساعد على حدوثه.
– إذا كان مصعد النجاح معطلا فاستخدم السلم درجة درجة.
– إن سلوكك الخارجي يعكس ما بداخلك سلبيا أو إيجابيا.
– العقل مثل العضلة كلما مرنته زادت قوته.
– ليس هناك فشل وإنما هناك نتائج فقط.
– آمن بمبدأ «أنا يستحيل علي الفشل».
– لا يجب أن نحكم على ميزات الرجال بمؤهلاتهم، ولكن باستخدامهم لهذه المؤهلات.

همسات
– ينبغي احترامُ مشاعر الأبناء، فهم كيان مستقل، لهم مشاعرُ تختِلف عن مشاعرنا.
– جاهدْ نفسك لتُسمِع أبناءك أحسن وأجمل وأطيب الكلمات، واحتسب الأجر في ذلك.
– اعترفْ بمعاناة ابنك عندما يشتكي إليك، أو يتضايقُ من أحدٍ، فمثلاً يشتكي من مُدرسه بأنه أهانه فقل له صحيحٌ أن هذا يزعج، ولو كنتُ مكانك لأصابني ما أصابك، أو: هذا أمر مزعج وسوف أنظر في الأمر، وتفاعل مع قضية ابنك لكي يفضي لك عما في صدره وقلبه دائماً، ولا تكن سبباً في إبعاده عنك لعدمِ الاعتراف بُمعاناته، وإن كنت لا تُوافقه أحياناً.
– إن أبناءك هُم أحقُّ الناس بالرفق واللين والرحمة والمحبة والوفاء والصدق والعدل والإحسان.
– ينبغي أن تتقبل أبناءك على ما هُم عليه، ثم تنميهم بالقراءة والاستماع والسؤال والاستشارة، وتربيهم تربية بعيدة عن التساهل والتشدد.
– تقبلُ مشاعرِ الأولاد يجعلهم مُستعدين لقبول تلك الحدود التي تريد أن يقفوا عندها.
– من آفات التربية الاستعجالُ، والصابرون هم الفائزون.