728 x 90



التاريخ: 2017-01-22


الإستشارة:

لدي ابن عمره ١٤ سنه وأرفض إنه يروح المدرسة واللحين نوديه إلى طبيب نفسي لكن أنا أريد استشارة كيفية التعامل معه لأني تعبت وأريد الحل .

الجواب:

أختي السائلة حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير وشفاك من كل مكروه، كما أشكرك على تواصلك مع موقع وياك للاستشارات النفسية.
اعلمي أيتها الأخت المباركة أن ظاهرة الخوف عند الأبناء تُقلق الكثير من الآباء والأمهات، ولكن أقول إن هذا أمرٌ طبيعي في الابن، وهذه المخاوف تتكون أثناء الطفولة المبكرة، وذلك نتيجة تعاملهم مع البيئة وتأثيرهم بالنمط الحضاري لهذه البيئة، وما فيها من مفاهيم وعادات وأساطير ومواقف.
فأنت في رسالتك لم تذكري سبب رفض الابن الذهاب إلى المدرسة، ولماذا يتعالج عند الطبيب النفسي هل يعاني من مرض ؟ فأتمنى أن توضح لي هذه الأمور حتى نستطيع أن نساعدك، واعلمي أن ولدك قد دخل في مرحلة المراهقة فيمكن أن تتوقع منه أي سلوك أو تصرف خارج عن العادة المألوفة .
وأريد أن أوضح لك أمر، وهو أن الأبناء بعمر 11 إلى 14 سنة يواجهون القلق عند انتقالهم عمرياً ومدرسياً من البيئة المدرسية الابتدائية، المستقرة البسيطة في مكوناتها وتعاملاتها اليومية للأقران والمعلين والكوادر المدرسية الأخرى، إلى المدرسة الإعدادية بما فيها من تقلبات الأقـــران المــــراهقين وشللهم أوعصاباتهم أحياناً، ونظام تعليمي جديد مختلف عما اعتادوا عليه خلال تعليمهم الابتدائي، ومعلمين أقل حميمية واهتماماً من زملائهم بالمرحلة الابتدائية.
تجعلهم كل هذه التصورات مع الخبرات التي يواجهونها مع بداية المدرسة الإعدادية يتهيبون من الإقبال على الدوام في تعليمهم المتوسط، ويترددون حيناً ويقاومون أحياناً أخرى الذهاب للمدرسة كما يتوقع منهم.
وحتى يحقق الأطفال والمراهقون رغباتهم بعدم الذهاب إلى المدرسة، يعمد الواحد منهم إلى انتحال أعذار ليس لها ما يبررها أحياناً، أوبمُبرر مقبول في الظاهر في أحيان أخرى. وأن أكثر هذه الأعذار التي تخبرها الأسرة غالباً لدى الأبناء المترددين أوغير الراغبين في الذهاب إلى المدرسة هي مرضية. فيلاحظ في هذا السياق مرح ولعب وحيوية الطفل طيلة النهار والليل..
وتبدأ شـكاوي المراهق المرضية من آلام شديدة في الرأس أوفي المعدة أوالتهاب الحلق أو ضعف الجسم العام. وعندما تذعن الأسرة لأعذار وتوسلات الطفل، تذهب فوراً الأعراض المرضية التي يشكومنها لتظهر مرة أخرى في اليوم التالي .
وسأقدم لك بعض الخطوات التي تساعدك في إخراج ولدك من دائرة النفور من المدرسة وتتمثل في:

1- حاولي أن تغرسي في ولدك وتربيه على محبة المعرفة والمدرسة والمدرسين .
2- عوّدي ابنك على استقلال الشخصية وصناعة القرارات ذاتياً وتحمّل مسؤوليات تنفيذ ونتائج هذه القرارات، بدون إفراط أوتفريط؛ أي بدون تدليل أوحماية زائدين أوقسوة وحرمان لا يحتملهما ولدك.
3- حاولي أيضا أن تنظم مسؤولياتك سواءا كانت المنزلية أوالمهنية الخاصة ودور ولدك في أدائها، بدون تعارض يذكر في الميول نحو المدرسة أوالواجبات المتوقعة منه في التعلم والتحصيل.
4- متابعة وبانتظام لولدك في نشاطاته وعلاقاته مع الأقران في الحي والمدرسة وتحييد ضغوطاته وتأثيراته السلبية المحتملة على ولدك في التخلي عن المدرسة أو استمرار إقباله على الحياة المدرسية.
5-التنسيق المنظم مع المدرسين والإدارة المدرسية للتغلب معاً على مواطن الصعوبـة أو الشكوى التي يرفض ولدك نتيجتها الذهاب للمدرسة مع تطمين ولدك خطوة خطوة عما يتم في كل حالة.
6- طلب من إدارة المدرسة وخاضة الأخصائي النفسي في إقحام ولدك في الأنشطة الصفية واللاصفية داخل المدرسة ، فهذا يعطي دافعية لودك ويحببه في المدرسة أكثر .
7- محاولة إقحام الأب ودوره في العملية العلاجية والتقرب أكثر من الإبن فهو في هذا السن محتاج إلى رفيق وصديق له ، والأب هو أفضل وأحسن رفيق إذا عرف كيف يتعامل مع إبنه .
أختي الفاضلة أنا أنتظر منك رسالة ثانية تطمئنينا فيها عن ولدك وتحددي بالضبط سبب نفور ولدك من المدرسة وماهو العلاج الذي يأخذه مع الطبيب النفسي.

وبالله التوفيق.
د. العربي عطا الله قويدري
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري

استبيان

هل لغة المستشار واضحة وسهلة الفهم؟

نعم لا نوعا ما

هل ترى أنك حصلت على الجواب الكافي؟

نعم لا نوعا ما

هل شعرت بالارتياح بعد حصولك على الاستشارة؟

نعم لا نوعا ما

هل احتوت أجوبة المستشار على خطوات عملية سهلة التطبيق؟

نعم لا نوعا ما