التاريخ: 2017-02-12
الإستشارة:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نحن سلمك الله عائلة صغيرة مكونة من ٤ بنات وولد توفي والدي العام الماضي ونحن الآن نسكن عند أهل أمي نحن البنات عشرينيات ونستطيع الاعتماد على أنفسنا والولد عمره ١٠ سنوات
طبعا الولد هو أصغر أفراد العائلة وبحكم أنه أصغر أفراد العائلة فإني لم أرى أمي يوما توبخه أو تربيه وأنا قلت لها أكثر من مرة إن هذا الطفل لن يصبح رجلا يعتمد عليه إذا استمرت على هذا الأسلوب كيف أقنعها بكلامي؟ كيف أقنعها أنها إذا استمرت هكذا فسوف لن يتربى أبدا؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين
أختي العزيزة
بداية أدعو الله تعالى أن يرحم والدك وأن يغفر له وأن يشفع فيه الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام وأن يلهمكم الصبر والسلوان ويعوضكم خيرا
أشكر حرصك وخوفك على أخيك الصغير وأنك ترغبين أن يشتد عوده وتقوى شخصيته ولكن ذلك لن يكون من خلال التوبيخ أو اللوم يا أختي العزيزة.
أنت أبدا لن تشعري بما تشعر به والدتك الآن .. فوالدتك ترى فيه أبيك وتحاول أن تعوض طفلها الصغير فقدان الأب وتحنو عليه .. نعم قد تكون تحنو عليه بإفراط من وجهة نظرك وهنا دورك أن تقومي بتوعيتها بدون توجيه اتهامات وكلمات سلبية ..
أفهميها أن الدلال الزائد سيصل به إلى الأنانية وإلى حب الذات .. إنه لن يستطيع أن يتحمل مسؤولية نفسه وسيصبح بلا هوية .. ساعديها أنت برفق وهدوء وروية في تربيته وأكملي ما ينقصها ولا تنتظريها هي حتى تربي .. أنتن الآن شركاء في استكمال مسيرة الحياة ولا تدعي كل شيء فوق عاتق والدتك وتحمليها المسؤولية وحدها ..
أختي العزيزة ابدأي أنت بتوجيهه برفق وصادقيه واحتويه وعلميه وحمليه بعض المسؤوليات الخفيفة داخل المنزل .. عامليه على أنه كبير ومسؤول عنكم .. وجهي له الحديث على أنه كبيركم ولا تستصغرينه .. وتخلي عن الأفكار التربوية القديمة أنه يجب أن يعاقب بالضرب أو بالتوبيخ المستمر حتى يصب رجلا .. لا يا أختي كوني أنت الإيجابية وعدلي وقومي ما تقصر فيه أمك دون عناد أو توجيهات معاكسه لرأي والدتك أمامه .. اجلسي معها على انفراد واتفقا على شكل جديد لتربية على أن لا يراجع أي منكما قرار اتخذته الأخرى ..
حفظكم الله وأسعد حياتكم وأعانكم على القادم بأمر الله وقوته
د. محمـد حسين رضوان حسن
دكتوراه في البحوث والاستشارات , دبلوم الارشاد الاسري والتربوي