728 x 90



img

إضاءات نفسية :
علم ابنك كيف يسأل بماذا وكيف؟

نهتم كثيراً بتربية أبنائنا على العبادات وحفظ القرآن وتطبيق تعاليم الإسلام، وهذا أمر مطلوب وضروري، ولكننا في المقابل نهمل التربية العقلية للطفل، وهي الأساس في عمارة الأرض واستثمارها..
مع كثرة العباد والمساجد في أرضنا إلا أننا ما زلنا عالة على الغرب في كثير من أمور حياتنا من المسمار الصغير إلى الطائرة الكبيرة.
والقرآن الكريم يوجهنا إلى الاستفادة مما حولنا، فقد سخر الله لنا كل شيء: البحر والبر والحديد والمعادن والأرض والحيوان، كل ذلك وغيرها كثير سخرها الله للإنسان لو أحسن السؤال ( لماذا، وكيف)..
اكتشف نيوتن قانون الجاذبية عندما أحسن السؤال لماذا بعدما رأى التفاحة سقطت من الشجرة إلى الأرض، وابن القيم ألف كتاباً كاملاً هو (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) عندما سأله أحد الطلبة، وهكذا كانت لهفتنا العلمية الأولى بسبب حسن الإجابة على سؤال لماذا حصل هذا؟ وكيف حدث هذا؟
ولو دربنا أبناءنا على حسن السؤال عند مشاهدة الأحداث لخرجوا لنا باكتشافات واختراعات عظيمة جداً، ولهذا فإن الغرب اليوم يملكون الدنيا لأنهم أحسنوا السؤال عند رؤية الأشياء وعرفوا القوانين الكونية واكتشفوها بعدما كانت معجزات أصبحت اليوم منجزات.
والقرآن الكريم يحثنا على ذلك، فنوح - عليه السلام - صنع السفينة، وداود - عليه السلام - صنع الدروع الواقية، وذو القرنين بنى السد العظيم، فكان أساس صناعة السدود وهندسة الطرقات، وأول غواصة بحرية ركبها نبي الله يونس في بطن الحوت، وأول طائرة طار بها نبي الله سليمان، وأول بث فضائي كان على يد إبراهيم عندما أذن للحج، وأول رائد فضاء كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وأول حادثة نقل بضائع ثقيلة كانت مع سليمان عندما نقل عرش «بلقيس»، ولكن لو كنا نحسن السؤال ونحن نقرأ القرآن ونحفظه لأبنائنا ونتأمل ونفكر لوصلنا إلى مثل هذه المكتشفات التكنولوجية الحديثة.
فنحن بحاجة إلى حسن السؤال وأن ندرب أبناءنا على ذلك حتى لا يتعاملوا مع الأحداث وكأنها شيء مفروض عليهم، بل يفكرون ويتأملون حتى يخرجوا لنا مكتشفاً جديداً يخدم الأمة ويرفع من مكانتها.
إن حسن السؤال علم ومهارة، وهو سبب من أسباب زيادة دخل كثير من مقدمي البرامج الفضائية، وزيادة نسبة مشاهدة البرامج، بل إن حسن السؤال هو سبب تميّز ابن عباس - رضي الله عنه - عندما سئل عن غزارة علمه وتميّز تفكيره، فقال: إنما أوتيت (لسان سؤول وقلب عقول).
والسؤال الذي نطرحه على أنفسنا اليوم: ما هو منهج الوالدين في تربية أبنائهم على حسن السؤال؟ وما هو منهج المدارس في تعليم أبنائنا حسن السؤال؟ بل قد يكون الواقع خلاف ذلك، فالوالدان والمربون يتضايقون من كثرة الأسئلة وتفرعها، وأحياناً يوجهون الأبناء نحو السكوت والصمت، وهذا خلاف التميّز وصناعة النجاح ، وإعداد القادة ، فإذا أردنا النهوض بأمتنا وتأسيس جيل من العلماء الصغار، فلنعلم أبناءنا كيف يسألون لماذا وكيف؟ وهي أول خطوة نحو التميّز والريادة الحضارية، والرقي بالأمة إلى الأفضل .

خواطر نفسية :
تعزيز الصحة النفسية لدى الشباب

إن الشباب مرحلة وقنطرة بين الطفولة والرجولة فعندما يعبرها الشاب يتأثر في تفكيره وآماله وانفعالاته بآثار الماضي وتوقعات المستقبل... من هنا نجد الأمور لا تلتقي التقاء سليما متزنا وإنما تتعرض لبعض الهزات والعواطف والاضطرابات . لذلك من الضروري معاونة الشباب الصغار على عبور القنطرة بسلام عبورا يقوي ثقتهم بأنفسهم وبمن حولهم في الحاضر والمستقبل.
فمشكلة الشباب مع الأسرة هي مشكلة الآباء والأمهات الذين يضيقون ذرعا في بعض الأحيان بأبنائهم لأن أفكار أبنائهم لا تنسجم مع أفكارهم ولان الأبناء لهم أسرارهم التي يحس بها الآباء والأمهات دون أن يتمكنوا من معرفتها.
كما تتراوح مشكلات الشباب بين الأسرة التي ينتمي إليها والأسرة التي يطمح بتشكيلها مستقبلا، فمن مشكلاته مع أسرته رغبته في الاستقلال وفي إثبات وجوده، وتعود أسرته معاملته معاملة الطفل، ومشكلاته مع أسرة المستقبل أنه يريد أن يتعرف إلى الفتيات والشباب ويختبرهن ويدرسهن لاختيار شريكة حياة المستقبل فيجد أمامه من الموانع ما يجد...
وتصل علاقة الشباب بالأهل إلى مرحلة حرجة في مستهل مرحلة الشباب ( المراهقة ) ليس لأن ظروف الأهل قد تغيرت بل لأن المنظور الذي ينظر من خلاله الأهل والشباب إلى بعضهما البعض قد تغير، وشكوى الشباب وتذمرهم بسبب عدم تفهم الأهل لهم كما لو كانوا في عهد الطفولة وليس بالضرورة اعتبار ظاهرة الشكوى لدى الشباب ظاهرة مرضية فهي دليل صحة فحين يشكو الشباب فإنهم يتحسسون واقعهم وما يحيط بهم.
ميل الأهل للحد من حريات الشباب في التصرف إلى درجة أن الشاب يصبح أداة تحقق غايات عجز الآباء أن يحققوها بأنفسهم. من هنا فإن أهم أسباب مشكلات الشباب مع الأهل تكمن في اعتقاد الآباء بأن الأبناء هم عبارة عن فرص جديدة لتحقيق مشروعاتهم التي لم ينفذوها بأنفسهم في مستهل أيامهم.
عقوق الآباء للأبناء وعدم منحهم حقوقهم التي كفلها الخالق لهم يقول الرسول صلى الله عليه وسلم " حق الأبناء على الآباء أن يعلموهم الكتابة والسباحة والرمي والمرأة المغزل".
تسلط الأهل على الشباب والتمييز في المعاملة بين الشباب والشابات يفقد طابع المودة والتكامل والتعاون والتعاطف من العلاقات الأسرية ويستعاض عنها بمنافسة جديدة أو بمواجهة قاسية صامتة أو معلنة بين أفراد الأسرة ويصل الأمر أحيانا إلى حد القول أن مجتمعنا أصبح مجتمعا رجاليا.
إصرار الآباء على أن يكون الأبناء نسخة أصلية منهم مع أن اعتبارات المكان والزمان تفرض مواكبة التطورات والمتغيرات المستجدة مصداقا لذلك قول الإمام علي كرم الله وجهه " لا تربو أبنائكم لزمانكم فإنهم خلقوا لزمان غير زمانكم".

همسات :

- أهم قرار يتخذه الإنسان في حياته عندما يحدد الشيء الذي يريده .
- لا تستسلم أبدا للفشل .
- كن على يقين بأن التغيير الحقيقي يبدأ أولا من داخلك أنت .
- أسعد شيء في الحياة أن تكون مقتنعا بأن تكافح للحصول على كل ما تستحقه .
- عندما تغير تفكيرك فأنت تغير عالمك بأكمله .
- لا يصل الناس إلى حديقة النجاح دون أن يمروا بمحطات التعب والفشل واليأس وصاحب الإرادة القوية لا يطيل الوقوف في هذه المحطات .
- عند كل مشكلة ابحث عن الحلول لا عن الأعذار .

أجمل ما قرأت :

- كتاب عيوب الشخصية ( كيف تتخلص من عيوب شخصيتك ؟ ) للمؤلف يوسف الأقصري ( دار اللطائف )
فالتخلص من عيوب شخصيتنا أمر غاية في الصعوبة لأنه من الصعب الإعتراف من حال الأصل بعيوب شخصياتنا ولكن من خلال هذا الكتاب يمكن الوقوف على كل عيب من عيوب شخصياتنا ومحاولة التخلص منه بتركه وإصلاحه عن طريق وسائل وطرق يكشفها لك هذا الكتاب .

من إعداد الدكتور / العربي عطاء الله
(إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري)