728 x 90



img

إضاءات نفسية :
كن من أصحاب الهمم العالية

إن البداية الصحيحة لإيقاظ القلب والسير في طريق الله إنما تكون بعلو الهمة والابتعاد عن الفتور والكسل فيفيق وينتبه الغافل ، ويستيقظ النائم ويستشعر الجميع حاجتهم إلى الله وإلى النجاة من حسابه ، فلا نستطيع أن نغير ما بأنفسنا ونحن نعيش في كسل وفتور ، فالهمة لا تدعو إلى الكسل والتراخي عن العمل وضعف في الإنتاج ، بل تحتاج إلى صبر واحتساب ، ويتسلح فيها العبد بقوة الإرادة والعزيمة فينطلق نحو التغيير ما بالنفس بهمة عالية وبإيمان قوي في ميادين العمل المختلفة من أجل البناء والإعداد .
كثير منا يصيبه الفتور وضعف الهمة ولم يستشعر أهمية وجوده في هذه الدنيا والغاية من خلقه ، ونسي الطريق إلى الله وإلى الجنة وصرفت أوقاتنا في غير فائدة ، وهذه حالة كثير منا ، ومازلنا نعاني منها ، إلا أن النبي صلى الله عليه وسلم يوضح ويبين لنا الحل في حديثه الذي قال فيه : ( من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة ) رواه الترمذي ، لقد وضع النبي صلى الله عليه وسلم نقطة بداية لمن ضعفت عزيمته – من أمثالنا – فمن استشعر أهمية ما يريد وخاف ضياعه فإنه لا ينتظر إلى الصباح ليذهب إليه ، بل يبادر بالسير ولو ليلا ، و من كانت هذه همته وصل إلى مقصوده فكيف بأعظم وأغلى سلعة – الجنة – أليس من الأحرى أن يبادر الجميع إلى تحصيلها مثل مبادرتهم للحصول على السلع الأخرى من أسواق الدنيا إن لم يكن أشد .
يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : ( فأول منازل العبودية اليقظة وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة العبودية والله ما أنفع هذه الروعة وما أعظم قدرها وخطرها ، وما أشد إعانتها على السلوك فمن أحس بها فقد أحس والله بالفلاح ، وإلا فهو في سكرات الغفلة فإذا انتبه سمر لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى وأوطانه التي سبي منها ، واعلم أن العبد قبل وصول الداعي إليه في نوم الغفلة ، قلبه نائم وطرفه يقظان فأول مراتب هذا النائم اليقظة والانتباه من النوم ، وكأنها هي القومة لله المذكورة في قوله تعالى : ( قل إنما أعظكم بواحدة أن تقوموا لله مثنى وفرادى ) سبا 64 .
فبدون هذه اليقظة يظل الراقد راقد ، والغافل غافلا عما يحدث حوله ، وعن المصير الذي ينظره فيخسر آخرته ويقسو قلبه وتضعف همته .
والتفاؤل عمل وجد ومثابرة وليس تواكلا ولا كسلا ولا اعتمادا على الغير ثم في الأخير تنتظر النجاح والفوز والنصر ، وإذا لم يحصل لك ذلك تصاب بالتشاؤم والإحباط واليأس والحزن ، إذن فالتغيير يبدأ من أنفسنا والله تعالى لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، فالخلل في أنفسنا ، فلماذا التشاؤم والعلاج بأيدينا ، ولنترك باب الأمل مفتوحا ، وهذا يبعد عنا الضيق والحزن وتذكر قول الله تعالى : ( فإن مع العسر يسرا ، إن مع العسر يسرا ) الانشراح 5 ، 6 ، وقال تعالى : ( سيجعل الله بعد عسر يسرا ) الطلاق 7 .
واعلم أخي أنها كلما اشتدت عليك الأمور فإن الفرج قد اقترب ، وهذا مصداقا لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن عباس : ( واعلم أن النصر مع الصبر وأن الفرج مع الكرب وأن مع العسر يسرا ) .

خواطر نفسية :
مشكلة تأخر الكلام عند الطفل

إن قضايا الكلام تثير عددا من الإشكاليات التي تصعب الإجابة عنها لأن الحديث ذو علاقة بعناصر كثيرة في الجسم والعقل ، ويشتمل على وظائف دماغية وبصرية وسمعية ، وكل ما تتضمنه اللغة من المهارات اللازمة ، كما أن تعليم الطفل الكلام يشمل تنمية قدرته على استقبال المفاهيم اللغوية ، وعلى التعبير عنها بالوقت ذاته أيضا وبما أن الطفل يجب أن يسمع الأصوات لكي يكررها فإن المهارات اللغوية الاستقلالية لا يمكن الاستغناء عنها في عملية النمو الطبيعي ، كما لا يمكن فصلها عن الوظيفة السمعية .
إن أحد الأمور المهمة التي يستطيع الأبوان أن يفعلاها هو أن يعملا على وقاية طفلهما من الصعوبات المتعلقة بالكلام ، وخاصة تلك التي تنشأ عن أمراض الطفولة المبكرة ، ففي هذه الأيام التي تتسم بكثرة العقاقير وأثارها الشفائية الرائعة ، فإن التهابات الأذن الوسطى أمر شائع بين الأطفال ، وخاصة الذين لم يتجاوزوا السنة الثانية من عمرهم ، وتصيب 65% منهم ، ولا يقتصر أثرها على الآلام التي تسببها للطفل أثناء إصابته بها ، وإنما تمتد إلى ما بعد فترة العلاج ، حيث أن السوائل المختلفة عنها تبقى إلى فترة طويلة من الوقت تاركة آثارها السلبية في تخفيف السمع إلى حد إعاقة نمو الطفل ، بسبب تشويشه على عملية اكتساب المهارات اللغوية .
ويستطيع الأبوان أن ينتبها إلى اضطرابات السمع المتوقعة في الأطفال الذين هم دون الثانية من العمر ، وذلك عن طريق ملاحظة وجود أحد أنماط السلوك التالية :
- قد يكون الطفل قادرا على سماع الأصوات مثل رنة التلفون وعاجزا عن التعبير عنها .
- التأخير اللغوي وهو ظاهرة تتسم بالبطء الواضح في اكتساب نمو المهارات اللغوية المتعلقة باستيعاب الأفكار والتعبير عنها .
- الحسبة الكلامية : وهي ظاهرة تتميز بفقدان اللغة نتيجة لتلف دماغي او صدمة نفسية .
- فقدان القدرة على التعلم ، تشير إل عجز عن التعامل مع اللغة ، وإلى النقص الواضح في تفهم المنبهات التي تتلقاه عيناه وأذناه .
- التأتأة أو الفأفأة : وهي تدل على انقطاع في تدفق الانسجام الكلامي ويذكر أن كثيرا من الأطفال يعانون من نقص في الطلاقة في مرحلة ما قبل المدرسة ، وهي تزول بشكل طبيعي فيما بعد .
يستطيع الأبوان أن يعملا على اكتشاف الاضطرابات اللغوية والكلامية في مرحلة مبكرة ، وذلك عن طريق ملاحظة الأمور التالية :
- هل الطفل ما زال يستعمل إشارات اليدين وإيماءات العينين أكثر من الكلام ، وذلك في سن لثالثة .
- في سن الرابعة أو الخامسة ، هل طفل يعاني من صعوبات تتعلق باستيعاب تسلسل الأحداث في قصة ما ، أو يقول كلاما غير مفهوم أحيانا .
- هل تلاحظ الفرق بين النمو اللغوي والكلامي للطفل مقارنة بزملائه .
في مثل هذه الأحوال يجب أن يخضع الطفل إلى فحص .
ونلاحظ أن الطفل قد يعاني من بعض الصعوبات المعينة في تعلم لغة الكلام خلال السنوات العديدة الأولى من عمره ، ومن المحتمل بنسبة كبيرة أنه سيعاني من صعوبات كبيرة في القراءة ، وفي هذه الحالة لا بد من إبلاغ المدرسة ، لتتمكن من مراعاة الفارق الفردي الذي يميز الطفل عن رفاقه

طرائف نفسية :

- سأل الطبيب مريضه : هل أفادت حبوب الذاكرة التي وصفتها لك ؟ فأجاب نعم إنها رائعة ولكنني أنسى أن آخذها في موعدها .. هل لديك دواء آخر ليذكرني بموعد الحبوب ؟
- قال الطبيب للمريض : وصفت لك هذا الدواء فامشي عليه خمسة أيام ثم راجعني ، وبعد خمسة أيام لم تتحسن حالة المريض فسأله الطبيب هل كنت تأخذ الدواء ؟ قال نعم كنت أسكبه على الأرض وأمشي عليه .

همسات :

- اختر الطريقة المناسبة والكلماتِ المعبرّة ، لتفهم مشاعر الأبناء وقبولهم واحترامهم .
- ينبغي للآباء أن يتعرفوا على مبادئ التربية الصحيحة ثم يبذلوا الجهد والمال والوقت في تطبيق هذه المبادئ .
- الأبناء يختلفون فيما بينهم ، سواءً في الأمور الوراثية أو غيرها ، وجميلٌ أن تتعرف على ملكات ومؤهلات كل واحدٍ منهم ، حيث أن كلاً منهم يحتاج إلى علاج خاص أو طريقة خاصة وهذا يحتاج إلى مزيد من الوقت والجهد والمال .
- الكلماتُ ، ونبرات الصوت ، وملامح الوجه ، كلُّ ذلك له أبلغ الأثر في إيصال الأبناءِ إلى نفسيةٍ طيبةٍ إيجابيةٍ ، أو نفسيةٍ مُتعبة قلقة .
- ازرع في أبنائك روح التفاؤل ، وحُسن الظن بالله ، فإن ذلك يجعل الحياة أكثر سعادةً ومتعةً وراحةً وبهجةً .
- ينبغي أن تتخلص من الغضب والتوتر ، ولا تسلم بأن ما تفعله من غضبٍ وتوترٍ وإحباطٍ صحيحٌ

أجمل ما قرأت :

كتاب كيف تبني شخصية قوية وإيجابية ؟ للمؤلف فينكاتا أيار ( مكتبة جرير )
فالكشف عن جوانب الشخصية من حيث القوة والضعف أمر لن يأتي من يوم وليلة ولكن يحتاج إلى الكشف والتمحيص للوصول إلى النتائج الحقيقية بدون أي تزوير ، فعندما يتم الكشف عن ذلك يمكن الوصول إلى أهداف الرضا والنجاح والسعادة وهي مطالب الجميع ، فيمكن تحقيق هذه الأهداف من خلال قراءة هذا الكتاب .

من إعداد الدكتور / العربي عطاء الله
(إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري)