728 x 90



img

بصمة :
مهارة صيانة النفس

لقد اهتم الإسلام بالنفس البشرية وعمل على صيانتها بكل الوسائل بل جعل حماية النفس أو ما يعبر عنه بحفظ النفس على رأس مقاصد الشريعة الإسلامية فالنفس الإنسانية في الإسلام لها حرمة عظيمة يجب أن تصان من الاعتداء أو الإيذاء والإسلام جعل الاعتداء على نفس واحدة كالاعتداء على الناس جميعا يقول تعالى " من قتل نفس بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا".. المائدة آية 32. وفي المقابل من يحسن لنفس واحدة فكأنه يحسن للبشرية كلها يقول الله تعالى " ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا" والمراد بإحيائها هو أنه كان سببا في إحيائها أو استمرار إحيائها.
كل جانب من جوانب حياتنا تناله صيانة ، فقد تقوم بصيانة لسيارتك لمنزلك للأدواتك ، وتغير التالف وتستبدله بالأفضل والجديد وبصورة دورة ، وقد ندفع في سبيل ذلك الشيء الكثير ، وللأسف والملاحظ في واقعنا اليوم أن الصيانة التي يقدمها المرء لنفسه هي صيانة المظهر وكل جديد في الزي والملبس ، ولكن هل فكرنا في عملية الصيانة لأنفسنا ؟ صيانة على سلوكنا على أفكارنا على معتقداتنا ؟ هل نقوم بالصيانة الروحية والعقلية بشكل دوري .
كم من فكرة خاطئة نحملها منذ الصغر إلى يومنا هذا ، وكم من صور وسلوكيات قد رسمت في عقولنا ولم نفكر في تغييرها واستبدالها بالأجمل والأنظف .
ومن المؤسف أننا نحمل في عقولنا كثير من الصور الخاطئة ، ونحمل في أنفسنا كثير من المعتقدات الخاطئة ، ونسلك في حياتنا كثير من السلوكيات السيئة .
لابد من التفكير الجاد في صيانة النفس والروح والفكر قبل الاهتمام بصيانة الملبس والمظهر ، هذا لا شك مطلوب ، ولكن تركنا الأساس وذهبنا إلى الأمور الثانوية .
كثير منا يعد العدة ورسم الخطط ويشغل العقل في التفكر فيدبر ويضع الحواجز الواقية والحواجز النافعة ويسعى فيضيع العمر في السعي في حماية هذه الروح وتوفير كل سبل السلامة والآمن لها .
ونسي قاعدة عظيمة " احفظ الله يحفظك ".
أنا لا أقول اترك الأمر سائبا وارمي بنفسك في التهلكة ، وقل الله يحفظني ما قصدته هو تلك الحالة المرضية التي تحيط حياة الكثيرين منا فيعيش في حالة وسواس وقلق ، ولهذا مطلوب منك أن تحفظ الله في كل الأمور .
صن نفسك بالعلم والمعرفة،وبالعلم نصن أنفسنا عما يدنسها ، و بصحبتك الكرام، بعشرتك الكرام تُعدُّ منهم، اصحب من ينهضك حاله ويدلك على الله مقاله، إياك وصحبتك السوء، إياك ومصاحبة الفاسدين .
عليك بذكر الله عز وجل ،هل تذكر ربك صباح مساء ؟ هل تستغفر ربك ؟ أنت تحدث الآخرين عن نفس قلقة، والله يقول لك أتريد أن تطمئن ؟ الجواب: نعم، عليك بذكر الله عز وجل ﴿الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب﴾ بذكر الله تصون نفسك عما يؤذي نفسك، هل تدعو ربك أن يحفظ نفسك عما يدنس نفسك ؟
صن نفسك عما يدنس نفسك بعملٍ نافع، بهواية راقية، بهواية مفيدة، بادر بالأعمال، اعمل فإن العمل يقضي على الملل، فإن العمل يقضي على الفراغ، فإن العمل يقضي على الفساد ، ابحث عن عمل يشغلك عن السفاسف والتفاهات، ففي داخلك حب للسعي في مضمار الخير وهذه فطرة: ﴿فطرة الله التي فطر الناس عليها﴾.

نفسيات

كيف نغرس الآمان في أطفالنا ؟
يعتبر الأمن النفسي حالة من الاستقرار العاطفي وإشباع الحاجات المختلفة للطفل تؤدي إلى تأقلم وانسجام الطفل مع البيئة المحيطة به، والتخلص من المشكلات النفسية المختلفة التي تحقق ذلك الانسجام .ومن المثير للغرابة أن الأمن النفسي للطفل يتكون مع بدايات الحمل وحتى قبل ذلك، فالاستعداد النفسي للمرآة الحامل ومشاعر الأم نحو الجنين وكذلك الأب والتفاهم الحاصل بين أفراد الأسرة كلها تؤدي دورا" أساسيا" في تهيئة الأم وبقية أفراد الأسرة لمستقبل المولود الجديد.
ويعتبر الأمن النفسي والانفعالي للطفل من الأمور التي من الصعب تحديدها، فقد يكون من السهل على الأم التعرف على الحاجات البيولوجية للطفل بسهولة كالحاجة للنوم أو الطعام، إلا أنه قد يكون من الصعب عليها تمييز مشاعر الخوف والقلق والارتباك التي تتحكم في نموه النفسي وتحقق له الأمان.
وفي الوقت الذي ينمو فيه الطفل من الناحية الجسمية فهناك نمو متوازي على المستوى النفسي والانفعالي، فإبداء الطفل لمشاعر الانزعاج نحو الغرباء، وتخوفه من بعض الأصوات المحيطة هي أحد مظاهر النمو العاطفي، علماً أن وجود الأم وبقية أفراد الأسرة يساعد الطفل على تجاوز هذه المراحل بسلام. وفي الحالات التي يحدث فيها اضطراب كمرض الأم أو الطفل أو انفصالهما عن بعضهما لفترات طويلة قد يولد عند الطفل مشاعر القلق من الانفصال.
ويتخذ الطفل من الأم قاعدة من خلالها يكتشف العالم من حوله ثم يعود إليها ليتزود بحنانها وعاطفتها ثم ينطلق مجددا" في مرحلته الاستكشافية حتى يزيد من خبرته وتجربته ، ولكي تكون الأم مصدر أمان لابد أن تبادر إلى التفاعل مع ابنها وإبداء مشاعر العطف والحنان.
ولعل اضطراب الأجواء الأسرية وعدم استقرارها هي من أهم أسباب عدم توفر الأمن النفسي للطفل حيث انفصال الوالدين أو أحدهما لأي سبب كان مثل مرض الأم أو الطفل، أو وجود إعاقة جسدية أو عقلية لدى الطفل أو أحد الوالدين إضافة إلى أساليب تعامل الوالدين غير السليمة مثل الحماية الزائدة, التذبذب وعدم الاستقرار.
مظاهر انعدام الأمن النفسي.يمكن أن يظهر ضعف الأمن النفسي في عدد من المظاهر حسب عمر الطفل وقدرته على التعبير عن نفسه وقد لا تكون هذه الأعراض ظاهرة دائما" وقد تظهر بشكل أعراض جسدية:
- ضعف الشخصية.
- اضطراب النوم.
- نوبات الفزع.
- نوبة البكاء.
- كثرة الشكاوى المرضية.
ومن أجل مساعدة الطفل على تحقيق الأمان النفسي والانفعالي، نفيد الوالدين بمجموعة من التوجيهات أهمها:
- تحقيق جو أسري ينعم بالألفة والمحبة، وتبادل الاحترام فيه.
- توفير الاحتياجات الأساسية للطفل كالغذاء الصحي المتوازن البعيد عن الملونات والمنبهات والمواد الحافظة، والنوم الكافي، واللباس النظيف.
- حماية الأطفال من الصدمات المختلفة، كالشجار على مرأى ومسمع منه، وتعريضه للمخاوف من الحيوانات أو الأفلام أو الألعاب الخطرة.
- الحب غير المشروط للطفل وذلك بالتعبير عن حين الطفل مهما كانت سلوكياته، فقد نحب أبنائنا في كل وقت ولا يعجبنا تصرفاتهم أحيانا .

مهارات حياتية:

- اعلم أنك قدوة لأبنائك فإذا تهاونت بالعبادة أو تكاسلت عنها وتثاقلت عند القيام بها تأثر أبناؤك بك في ذلك واستثقلوا العبادة وربما تهربوا منها .
- علّم ابنك أن الناس يتفاضلون بالتقوى والعمل الصالح لا بالأنساب والأحساب والأموال .
- لا تخلف وعدك أبدا وبخاصة مع أبنائك فغن ذلك يرسّخ في نفوسهم فضيلة الوفاء بالعهد .
- لا تمانع في أن يختار ابنك أصدقاءه بنفسه ، ويمكنك أن تجعله يختار من تريد أنت دون أن تشعره بذلك .

تفاءل وابدأ الحياة :

- عوّد نفسك على التفكير الايجابي واختر تلك العبارات الايجابية التي ستساعدك بلا شك على النجاح والتفوق.
- قم بتصوير العبارة الايجابية التي تناسبك اكثر من صورة .
- الصق الصورة في أماكن متكررة أمامك بصورة يومية كموقع بارز في غرفة النوم، بجوار مكتبك عند الباب.
- عود نفسك النظر إلى هذه العبارات يومياً.
- كرر العبارات في ذهنك كلما تذكرتها باستمرار.
- برمج نفسك على أن تكون ناجحا في دراستك تخيل أنك حصلت على أعلى تقدير .

( من إعداد الدكتور / العربي عطاء الله )
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري