728 x 90



img

بصمة :
أخلاق قيادة السيارة

ارتبط هذا الشعار بالسلوك في الشارع في بلادنا العربية ، وهذا مع بداية دخول السيارات وانتشارها بكثرة ، ووجد ترجمة جميلة له في التزامنا بالقيم الأخلاقية الإسلامية الأصيلة ، حيث يقف الصغير للكبير إذا مر تقديرا لسنه ومكانته ، ومبالغات في إبراز علامات الاحترام والأدب عند التقاطعات يتوقف أحدهما ويرسل إشارة للآخر ليمر هو الأول ، فيرد الآخر بل تفضل أنت أولا ، وقد يطول الانتظار بالاثنين بسبب الإصرار على الأدب والذوق والأخلاق .
أما اليوم فالناس في الشوارع يتدافعون ويتسابقون دون أقل اعتبار لقيم الذوق والأدب والأخلاق وأصبح ضحايا حوادث السير تفوق أعدادهم ضحايا الحروب .
سنتحدث عن بعض القواعد غير المكتوبة ضمن قوانين السير، التي في حال الالتزام بها، تجعلك صاحب "إتيكيت" في قيادة السيارة .
1- لا تتحدّ من لديه سيارة أقوى من سيارتك ، ولا تحاول استفزاز مَن يقود سيارة أقوى من سيارتك، وتدفعه إلى خوض سباق أنت الخاسر فيه بلا شك. قد تشعر ربّما برغبة رؤية أداء قائد هذه السيارة وسماع صوت محركها لحظة الانطلاق، ولكن أعلم جيِّداً، أنّ عليك أن تتحاشَى الدخول في تَحدٍّ معه، وذلك تجنباً لأي عواقب.
2- أثناء قيادتك السيارة على الطرقات العامة، يجب أن تحترم خط السير الذي اخترته، وتحترم الآخرين الذين يسيرون على الخط ذاته، فلا تُلاحق سائق السيارة التي أمامك أو تقترب منه أو تُشعل الإضاءة، لكي تُرغمه على تغيير خط سيره لتتمكن من العبور، كما أنّ التجاوز عند المنعطفات وفي الأماكن الخطيرة، أو تجاوز طابور السيارات الواقفة ومن ثمّ الانعطاف فجأة للدخول في إحدى الفتحات، يُعدُّ عملاً متهوراً ولا يليق بشخص متحضّر ومثقف ، عليك أن تحترم الطابور وأن تلتزم بمسار الخط وفي حال كنت تريد أن تغيّر مسار خطك فاستخدم الإشارات التحذيرية لفعل ذلك.
3- أحيانا يعتمد أحد الأشخاص لاستفزازك أثناء قيادتك للسيارة ، فتشعر برغبة في الرد عليه ، فإذا استجبت لرغبتك تلك فستضع نفسك في موقف محرج ، لأن العملية تتم أمام مرئ ومسمع من الناس ، لهذا مطلوب منك في مثل هذه المواقف أن تحافظ على أعصابك ، وكن مسؤولا عن تصرفاتك ، ولا تحاول اللحاق بمن وجه إليك أي إساءة أو كلام مؤذ .
4- أترك خط اليسار مفتوحا ، ولا تحاول أن تستأثر به لوحدك ، وحاول أن تستخدمه عندما ترغب في تخطي السيارة التي أمامك ، ثم عد إلى مسارك الأولي .
5- توقف لعرض مساعدتك على قائد مركبة أصيبت سيارته بعطل ميكانيكي أو ثقب إطارها، فهذا التصرف يدل على رفعة الأخلاق وسموها ، حيث في زمننا هذا قلت هذه الأخلاق ، وهذا بسبب وجود الهواتف النقالة التي تتيح للشخص إجراء إتصال مع معارفه أو بشركات نقل السيارات لمساعدته ، ولكن رغم ذلك لا يمنعك هذا الأمر من طلب العون والمساعدة للآخرين .
6- لقد تم رسم خطوط بيضاء ووضع أرقام في مواقف السيارات ، وذلك من اجل وقوف السيارات بطريقة لائقة ومهذبة حيث تتيح للآخرين الدخول والخروج من السيارة من دون إنزعاج ، أو قد تسبب في خدش أبواب السيارات الأخرى الراكنة ، ولا تنسى أيضا أن تحترم مواقف ذوي الإحتياجات الخاصة حيث تقف في المواقف المخصصة لهم بحجة أنك لم تجد موقف خاص ، وعدم عثورك على موقف مناسب ، لا يجعلك تستخدم أيضا المواقف الخاصة بالخدمات العامة ، مثل مواقف الشرطة أو الإسعاف أو الدفاع المدني ، وإنتبه إلى نقطة هامة أيضا وهي عند قيامك بركن سيارتك ، فلا تركنها بشكل تأخذ فيه موقفين ، فتحرم شخص آخر من الوقوف .
7- أعط أحقية ركن السيارة لمن يأتي أولا ، وذلك بسبب أزمة المواقف المنتشرة في أغلبية المدن الكبرى ، قد تنشأ أحيانا خلافات عديدة حول أحقية ركن السيارة في الموقف الشاغر ، ومن الذوق الأخلاقي أن من يصل الأول هو الأحق بركن سيارته في الموقف المتاح .

نفسيات:
الحالة المزاجية في سلوكيات قيادة السيارة

العجيب في الأمر أننا كل يوم نقرأ عن الحوادث المرورية التي تحدث هنا وهناك ، وتؤدي إلى بعض الأحيان إلى وفاة مجموعة من الأشخاص ، فالبعض يلوم السائق بسبب السرعة الزائدة والبعض يشير إلى عدم الاهتمام بالسيارة من ناحية السلامة ، والبعض يتهم السائق بالتهور والانشغال أثناء السياقة .
ولوذهبنا إلى فهم الحالة النفسية التي هي مفتاح التغيير وتحقيق التفوق والمحافظة على السلوك الإيجابي لدى السائق ، فالأولى إذا المحافظة على الحالة النفسية ومن ثم سلوكنا .
وكل سلوك يقوم به الإنسان هو نتيجة حالته النفسية ، وكل منا يملك القدرة على تغيير سلوكه إذا تحكم في مزاجه وحالته النفسية .
وهناك مواقف غريبة يعيشها كل منا يوميا وأثناء قيادته للسيارة ، أحيانا الخروج من البيت وأنت في حالة غضب أو حزن شديد فهذا بالطبع سيؤثر على قيادتك للسيارة ، وستفرغ كل شحنات الغضب في قيادتك للسيارة ، وهذا بالطبع قد يؤدي إلى مشاجرات مع الآخرين أو إلى حادث لا قدر الله ، وسيؤثر على حالتك المزاجية الغير مستقرة .
هناك أمر آخرإذا كان شخص قادم بسرعة فائقة ويريد أن يستفز الآخرين وذلك تفتح الطريق له وهنا نجد بعض الشباب ينظر إلى ذلك على أنها إهانة وتحقير وتصغير للشخص ، وهنا يدخل بينهما تنافس في الشارع وقد تكون سرعة جنونية وهذا أيضا يؤدي إلى خسارة أرواح لا قدر الله تعالى .
فالغضب يدمر حياة الإنسان والمجتمع والوطن ، والحالة المزاجية المستقرة مطلوب توفرها في سائق السيارة ، وعدم اللجوء إلى العصبية والنرفزة والإنتقام ، يعتبر سلوك حضاري راقي ، يؤدي إلى الحفاظ على الممتلكات البشرية والمادية .
إن السائق أثناء ركوب سيارته يجب أن يتفرغ للسواقة بجميع حواسه، وإشعال السيجارة في بعض الأحيان يجعله يفقد التوازن بين استعمال أصابع اليد في مسك السيجارة، أو التحكم في المركبة وبالتالي يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحدث‭ ‬خللا‭ ‬في‭ ‬حركة‭ ‬السائق‭ ‬تؤدي‭ ‬به‭ ‬إلى‭ ‬حوادث‭ ‬مرور‭.‬
و سقوط سيجارة سهوا من بين أيدي السائق أثناء قيادة مركبته، وخوفا من أن تقع على ملابسه أو تحرق بعض نقاط جسمه، يقوم بحركة لاإرادية سريعة في المقود وبالتالي ينحرف عن المسار، أو يصطدم بإحدى السيارات التي تسير في نفس الطريق . الطريق.‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬‬

مهارات حياتية :

- احترم ذوات أطفالنا ومشاعرهم ، وحاجاتهم وميولهم .
- احترام انجازاتهم ولو كانت يسيرة .
- ذم الفعل والسلوك الخاطئ ولا تذم الفاعل ذاته ، فلا تقل : أنت كذاب ، وقل : هذا كذب .
- تخير الكلمات المشجعة والمحفزة لهم .
- المشاجرات المتكررة للوالدين أمام الأولاد تقلل من احترام الأولاد للآباء .
- تجنب السب واللعن والألقاب السيئة والتحقير لأولادك .
- لا تمانعهم من مجالسة الكبار المعروفين بالخير والإستقامة ، فهذا يزيد من تقديرهم .

تفاءل وإبدأ الحياة :

- إن تحديدك لأهدافك وسعيك إلى تحقيقها ، سوف يعطيك الشعور بأنك تتحكم في حياتك بإذن الله تعالى .
- الإنسان الفعال حقا هو الذي يجعل المبادئ القويمة مركزا لاهتمامه ومنطلقا لرسالته .
- الأسرة المستقرة المتكاتفة مصدر أساسي من مصادر سعادة الإنسان، ومهما حقق الإنسان النجاح في عمله فإنه لا يشعر به إذا فشل في بناء أسرته .
- إن جسدك هو وسيلة المواصلات التي تسير بك في رحلة النجاح ، وبدون التمتع بصحة قوية يصعب على الإنسان أن يستمر في الفاعلية .
- لا يستطيع الإنسان مهما أوتي من مهارات وقدرات أن ينجح نجاحا كاملا بمفرده ، فهو كائن اجتماعي بطبعه يحتاج للإحساس بالصداقة والألفة .

( من إعداد الدكتور / العربي عطاء الله )
إستشاري في الإرشاد النفسي والأسري