728 x 90



img

تحتفل المنظمة وشركاؤها يوم 31 مايو من كل عام باليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ، الذي تبرز فيه المخاطر الصحية وغيرها من المخاطر الناجمة عن تعاطيه وتدعو إلى رسم سياسات فعالة تحدّ من استهلاكه.
وتركّز حملة اليوم العالمي للامتناع عن تعاطي التبغ في هذا العام 31 مايو 2018 على موضوع "التبغ وأمراض القلب" ، ويمثّل تعاطي التبغ واحداً من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية وأمراض الأوعية الدموية الطرفية.
وأصبح التبغ وباءا يهدد صحة الملايين وخصوصا بين البلدان والأقاليم التي ليس لديها من الإمكانيات لتحمل تبعيات هذا الوباء من العجز ،المرض ،الخسارة الإنتاجية والموت
حيث تسيير الصناعة المسؤولة عن التبغ على خطا ممنهجة ومخططة لاستهداف الملايين من الشباب والأطفال كما تسعى هذه الصناعة إلى تحقيق أعلى الأرباح والمكاسب الاقتصادية التي تفضلها على تحقيق التنمية للدول.
إن تدخين التبغ هو ثاني أهم أسباب الوفاة في العالم و هو مسئول في الوقت الحاضر عن وفاة قرابة خمسة ملايين وفاة في العالم كل عام. و إذا استمر التدخين على هذا النمط في تفشيه و تفاقمه، فإنه سوف يكون السبب في وفاة حوالي عشرة ملايين إنسان في كل عام بحلول عام إلفين و خمسة عشرين.
من الطبيعي أن يبرز دور الإعلام عند الحديث عن قضية التدخين ، فوسائل الإعلام تستطيع أن تلعب دورا تنويريا رائدا في مكافحة التدخين بجميع أنواعه وأشكاله .
إن دور وسائل الإعلام في مكافحة التدخين يجب أن يتطور كما تطورت أساليب مروجي هذه الآفة المدمرة، فليس معقولا أن نواصل العمل بنفس الأساليب القديمة التي ثبت عدم جدواها وملها الناس وانصرفوا عنها.
لقد شهدت وسائل الإعلام في السنوات الأخيرة ثورة حقيقية وحققت قفزات هائلة وغير مسبوقة في الأعوام القليلة الماضية، فقد نشأ ما يسمى بالإعلام الجديد الذي يقوم على التفاعلية وعلى إشراك الناس في العملية الاتصالية.
وفي الوقت الذي يحدث فيه هذا الإغواء المدمر للشاب لكي يدخل عالم التدخين فإن الأهل الذين لا يشاهدون ابنهم وهو يختلط مع رفاق سوء يعيشون في وهم كبير قد لا يستيقظون منه إلا بعد فوات الأوان.
إن الحقيقة التي يجب التوقف عندها هي أن وسائل الإعلام قد تنوعت وتعددت وازداد أثرها في السنوات الأخيرة، وأي حديث عن أثر وسائل الإعلام في مكافحة المخدرات لا يشمل هذه الوسائل الجديدة سيظل قاصرا ومنقوصا وعديم الجدوى.
كما أن أساليب نشر وسائل التوعية ضد المخدرات يجب أن تتطور هي الأخرى، فلم يعد مقبولا ولا مقنعا أن تلجأ وسائل الإعلام إلى الرسائل الفجة الساذجة والمباشرة التي تدعو لعدم تعاطي المخدرات وتنطلق من موقع التوجيه والإرشاد لتحذر الشباب من مخاطرها.
على وسائل الإعلام أن تبرز ومن خلال النماذج الناجحة أن الخروج من هذا البلاء ممكن ، وقد عاد كثيرون من بحر الضياع واستعادوا توازنهم واستأنفوا مسيرتهم في الحياة .
إننا في أمس الحاجة إلى تضافر الجهود من الجميع لمكافحة التدخين يكون الإعلام شريكا فاعلا فيها ، فقد دق الخطر أبوابنا بشكل غير مسبوق نتيجة بعض المتغيرات التي شهدتها المنطقة ولم يعد مجديا إنكار وجود المشكلة أو التهوين منها .
ومن الضرورة بمكان أن تدرك وسائل الإعلام أنها شريكة في هذا الجهد الوطني، وأن عليها مسؤولية كبيرة في التصدي لهذا الخطر بوعي وإدراك كاملين.
ولذا كان لزاما علينا أن نضع نصب أعيننا ضرورة التواصل مع الإعلاميين لندعم معا قضايا وسياسات مكافحة التدخين في دولة قطر ولنكون فريق عمل يتعاون لبناء جيل ذو وعي بناء بسياسات مكافحة التدخين وداعما لها .


الدكتور / العربي عطاء الله قويدري
استشاري في الإرشاد النفسي والأسري