728 x 90



img

لدوحة ـ الراية :تحت رعاية مؤسسة الرعاية الأولية وفي إطار برامجها المجتمعية لتعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية «وياك» محاضرة بعنوان: « الجود النفسي في رمضان» ألقاها المرشد النفسي محمد كمال واستهدفت موظفي المؤسسة القطرية العامة للكهرباء والماء «كهرماء».

استهل كمال محاضرته بحديث «كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وأجود ما يكون في رمضان»، وقال إن للصيام فوائده النفسية العديدة، وأول هذه الفوائد يتمثل في إنماء الشخصية؛ ومعناه النضج وتحمل المسؤولية والراحة النفسية، فهو يعطي الفرصة للإنسان لكي يفكر في ذاته، ويعمل على التوازن الذي يؤدي إلى الصحة النفسية، وبالطبع فإن الصيام يدرب الإنسان، وينمي قدرته على التحكم في الذات. إنه يخضع كل ميول الدنيا تحت سيطرة الإرادة، وكل ذلك يتم بقوة الإيمان.

وأضاف: وتتجلى في رمضان أسمى غايات كبح جماح النفس وتربيتها بترك بعض العادات السيئة وخاصة عندما يضطر المدخن لترك التدخين ولو مؤقتاً على أمل تركه نهائياً، وكذلك عادة شرب القهوة والشاي بكثرة، هذا فضلاً عن شعور الصائم بالطمأنينة والراحة النفسية والفكرية ويحاول الابتعاد عما يعكر صفو الصيام من محرمات ومنغصات ويحافظ على ضوابط السلوك الجيدة مما ينعكس إيجاباً على المجتمع عموماً كما قال صلى الله عليه وسلم ( الصيام جُنّة، فإذا صام أحدكم فلا يرفث ولا يجهل وإن امرؤٌ قاتله أو شاتمه فليقل إني صائم إني صائم ) ، ونوه المتحدث إلى ما أثبتته العديد من الدراسات والتي تشير إلى انخفاض نسبة الجريمة خلال شهر رمضان.

وأضاف : بأن شهر الصيام يزيد من قوة الإنسان وقدرته على التغلب على الشهوات؛ فالصيام ليس مجرد امتناع عن المفطرات المعروفة، ولكنه قبل ذلك امتناع عن العدوان والشهوات وميول الشر ، كما أن من فوائده إخضاع الملذات لإرادة الفرد؛ فعند الصيام يحدث نقص في سكر الدم؛ وهذا يسبب نوعاً من الفتور والكسل والسكينة وهذه الأحاسيس تؤدي إلى نوع من الضعف والقابلية للإيحاء.. ومن ثم يكون الإنسان في حالة من التواضع وعدم الاختيال بالذات، وهذا ما يؤكد خطأ المقولة الشائعة بأن الصائم يكون عصبي المزاج ولا يحسن التصرف،ويدلل على ذلك أن انتصارات المسلمين الكبيرة لا سيما غزوة بدر وفتح مكة كانتا في شهر رمضان المبارك.

وأشار المتحدث إلى أن الشخصية المتميزة التي تتكون للمسلم خلال شهر الصيام تدفعه إلى ممارسة أشكال السلوك الطيب كالابتسام في وجه الآخرين وقول الكلمة الطيبة والقيام بالأعمال على الوجه المطلوب.
وضرب المتحدث مثلاً حول ما صنعه الصيام في شخصية المواطنين القطريين وإخوانهم المقيمين ؛ فعندما ضرب الحصار الجائر على قطر بادر الجميع للالتفاف حول القيادة، وأعلن الجميع عن استعدادهم للعمل سوية لبناء الوطن والسير به نحو تحقيق أهدافه الكبيرة.

كما حث المرشد النفسي المجتمعي الحضور على ممارسة هذا الجود في البيوت مستحضراً هنا حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي» مشيراً إلى أن ذلك دليل عظيم على محاسن الإسلام التي جاء بها، ومن جملتها أنه جعل الإحسان إلى الزوجة والعيال من أفضل الأعمال والقربات، وفاعله من خيرة الناس.