728 x 90



img

كتبت بالمقال السابق عن رحلة سفينة الغوص للبحث عن اللآلئ وتطبيقها عملياً، وأهمية التواصل لتصل إلى هدفك المنشود.
واليوم اتجهت سفينتنا للاحتفال باليوم العالمي للصحة النفسية والذي يصادف العاشر من أكتوبر من كل عام، وتشير الإحصائيات الصادرة من منظمة الصحة العالمية إلى أن عام 2002 به نحو154 مليون شخص حول العالم يعانون من الاكتئاب فقط وهو واحد فقط من الأمراض النفسية المتعددة والتي تقعد بالإنسان وتعطله عن القيام بالبناء والتنمية، والجدير بأن تتحرك لإنقاذ المجتمع من المصابين بتلك الأمراض على كافة المستويات بمؤسساتنا الوطنية التي تعنى بالصحة النفسية في البلاد وعلى رأسها وزارة الصحة العامة التي وضعت استراتيجية وطنية لتعزيز الصحة النفسية، وكذلك جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك) وهي مؤسسة أهلية خيريه تأسست بمبادرة من سعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني عام 2012كهيئة تطوعية وتم تسجيلها بناء على قرار سعادة وزير الشؤون الاجتماعية رقم (4) لسنة 2012، وقد باشرت بعملها قبل نحو خمس سنوات وهي تعمل على تقديم الاستشارات النفسية حضوريا وعبر الهاتف وعبر الموقع الرسمي ومن خلال تطبيقها على الهواتف الذكية وكذلك تنظيم المحاضرات والدورات وورش العمل المدرسية والتي استفاد منها للان ما يزيد على عشرة آلاف طالب وطالبة ومعلم وإداري وولي أمر وتنظيم برامج أسرية استفادت منها عشرات الأسر والغرض يتمثل في نشر الوعي العام بقضية الأمراض النفسية وإجراء مناقشات مفتوحة لبيان أنها ليست ببصمة عار على المريض وأهله وإنما مثلها كمثل الأمراض العضوية الأخرى تعالج ويشفى المريض تماما منها في أغلب الحالات والتي تكون في فترة الطفولة والمراهقة وأكثر ما يصاب بالمرض في هاتين الفترتين الحساستين من عمر الإنسان وهما المراهقة والشيخوخة وذلك نتيجة قلة الوعي لدى الفرد بخصائص هاتين المرحلتين وعدم التأقلم والاكتفاء الذاتي من الحس المعرفي والعاطفي وعدم القدرة على الاندماج بالمجتمع نتيجة تغييرات فسيولوجية ونفسية ونقلة نوعية بالفكر من الطفولة والعفوية إلى شاب يعتمد على نفسه وتكوين شخصية مستقلة عن والديه، أما عن كبار السن فهم يتأثرون من بعد قدرتهم على العطاء والانجاز والبذل والتضحية إلى سن يحتاجون إلى الرعاية والاهتمام من قبل ذويهم ويصيب أيضا بعض الحالات نتيجة تعرضهم لضغوطات ومشاكل الحياة من توفى عزيز أو فقد عمل أو مال أو منزل أو صحة ولكن في جميع الحالات يجب تقويه الإيمان بالله سبحانه وتعالى انه كل ما يكتب في الدنيا هو محصلة للآخرة دار القرار فكل خير كتبه الله للإنسان يجب أن يحمد الله عليه حتى لا يزول قال تعالى في سورة النصر أيه رقم (2) ((فسبح بحمد ربك واستغفره انه كان توابا)) وكل شر كتب يجب الصبر حتى يفتح باب الفرج واحتساب أجر الصابرين على البلاء قال تعالى في سورة الزمر آية (10)((إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)) وهذه الحياة الدنيا وليس الآخرة فالدنيا بين (مد وجزر- ثواب وعقاب – نجاح ورسوب – كسل ونشاط – خير وشر) وكلنا نبحر على هذا البحر حتى نصل لجزيرة الآخرة والآن نظرة واحدة إلى جدول فعاليات جمعية أصدقاء الصحة النفسية وياك خلال احتفالها باليوم العالمي للصحة النفسية هذا العام والذي يقام تحت شعار ((الشباب والصحة النفسية في عالم متغير )) تؤكد لنا مضي هذه المؤسسة نحو بناء الإنسان نفسيا وسلوكيا وتربويا وأسريا فمما ورد في هذا البرنامج إقامة عشرات الفعاليات منها لاسيما ندوة الشباب والصحة السلوكية في عالم متغير والتي ستقام بفندق الشيراتون يوم العاشر من أكتوبر وتنفيذ برنامج التجمع الخاطف والمعروف بـ(flash mob)، وورشة بعنوان (الدعم النفسي لأمهات أسر التوحد)، وورشة (رعاية الذات والوقاية من الاحتراف المهني)، وورشة توعوية بعنوان (مهارات نفسية للتعامل مع ضغوط العمل والصحة النفسية وتأثيرها على الحياة المهنية ومهارات السعادة) بالإضافة إلى المسير الرياضي باسباير .