728 x 90



img

معرض الكتاب أم الاختبارات ومستقبل الأبناء
سألني أحدهم: كيف لي أن أصطحب أبنائي إلى معرض الكتاب والاختبارات على الابواب فأضيع أوقاتا هم أولى بها للمراجعة والمدارسة، أيهما أولى؟
قلت وبالله التوفيق

لا ريب أنه لا تعارض ولا تنازع بين الأمرين فكلاهما يخدم الهدف ويوصل الغاية ويحقق المأمول فلا وجه للمنازعة أو ترك أحدهما من أجل الآخر
أليست المذاكرة والمدارسة من أجل أن يكتسبوا المعارف والمهارات ويغيروا القناعات؟!!!
فلا يخفى على كل مسلم صغير أو كبير أن أول ما نزل من كتاب الله جل وتعالى (القرآن الكريم) على نبيّه الأميّ الأمين قوله تعالى: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ* خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ). {العلق من 1 إلى 5}.
وهذا دليل واضح لكل ذي لب على أهمية القراءة والعلم والمعرفة، التي تعد منذ القدم أهم وسيلة من وسائل التعلم واكتساب المعارف والخبرات والأفكار، ومن عجيب الحكايا أن أول مكتبة وضعها الفراعنة، كتبوا على بابها: "هنا غذاء النفوس وطب العقول".
فالقراءة أداة رئيسة لتطوير مدارك الأبناء، وتفتح أمامهم آفاقاً جديدة كانت بعيدة عنهم، إضافة إلى أنها تظهر الخفي وتجلي الغامض وتحقق التنوير المنشود والوعي المقصود، وتزيد من القدرات العقلية والمهارات الفكرية التي تؤدي بدورها إلى التقرب من الله تعالى والزيادة في خشيته سبحانه، وبها يتعلم الأبناء ما يجلب لهم في الدارين الدنيا والآخرة.
ولاشك أن الفائدة التربوية والقيمية التي ستعود على الأبناء من اصطحابهم في زيارة سريعة لمعرض الكتاب في سويعات معدودة لا تعد ولا تحصى وهذا ما يسمى بالمنهج الخفي في التربية فمنها:
- إعادة توجيه بوصلة الأبناء نحو المسار الصحيح لأمة إقرأ
- غرس أهمية القراءة وحب العلم في نفوسهم
- بناء الاتجاه الإيجابي نحو القراءة والبحث والتعلم
- تغيير الصورة الذهنية نحو الأولويات والأهميات لديهم
- استثمار الزيارة في تغيير القناعات نحو ما يجول بخاطرهم عن القراءة والتعلم
- اكسابهم الدافعية نحو تعلم العلوم الجديدة من خلال القراءة والبحث
- غرس قيمة القدوات الطيبة والنماذج المشرقة من العلماء والمؤلفين والكتاب المسلمين في الماضي والحاضر
- اكتساب مجموعة من المهارات والكفايات الاجتماعية من خلال التواصل مع الناشرين والمكتبات أثناء الزيارة
- غرس قيمة حب الكتاب وإدراك دوره في تقدم الأمم

ولا ننسى اخواني واخواتي في هذا العرس الثقافي والعلمي الراقي أن نمنحهم فرصة الاختيار مع التوجيه والتبصير فليختاروا قصصا وكتبا وألعابا وليسمتعوا بهذا الوقت الرائع

تحياتي ودمتم مبدعين
#معرض الكتاب فرصة تربوية
بقلم د. محروس سليمان
مستشار تربوي وأسري ومدرب تنمية مهارات