728 x 90



img

عقدنا اجتماعاً مع موظفي الجمعية لإبلاغهم بالقرار لتسوية أوضاعهم

ما زلنا نُعوِّل على الداعمين لإنقاذ الجمعية من الغرق


استنكر عدد من المختصين و المهتمين بالشأن المحلي، قرار إيقاف نشاط جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك"، الذي جاء بتغريدة على حسابها الرسمي على منصة التواصل الاجتماعي تويتر صباح أمس، بعد ليلة من اجتماع الجمعية العمومية العادية السادس برئاسة سعادة الشيخ ثاني بن عبد الله آل ثاني-رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء الصحة النفسية وياك-، والذي كشف عجزاً ماليا في الموازنة العامة للجمعية للعام 2018 و2019.
حيث حمَّل عددا من المختصين الذين استطلعت آراءهم "الشرق"، الجهات المعنية بالدعم مسؤولية المآل الذي آلت إليه "الجمعية"، متسائلين عن الأسباب التي تمنع مؤسسات وشركات برؤوس أموال ضخمة من دعم هذه الجمعيات ذات الأثر الإيجابي على المجتمع من حيث الجانب الوقائي قبل العلاجي في ظل مجتمع يخشى الإفصاح عن المرض النفسي، مؤكدين الدور الجوهري لمنظمات المجتمع المدني في الدول المتقدمة على اختلاف تخصصاتها، متطلعين أن يتم العدول عن قرار إيقاف النشاط إيمانا برسالتها النبيلة في تعزيز مفاهيم الصحة النفسية، وإذابة الوصمة المجتمعية العالقة بذيل الاعتلال النفسي.

إنقاذ الجمعية من الغرق
هذا وأكد السيد محمد البنعلي –المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء الصحة النفسية وياك-، في تصريحات لـ"الشرق"، أنَّه قد اجتمع بجميع الموظفين والعاملين في "الجمعية" صباح أمس لإطلاعهم على وضعها الراهن، وأنَّ عليهم خلال شهر من اللحظة أن يسووا أوضاعهم، خاصة وأنَّ كافة المعطيات تنذر بإغلاق الجمعية وتسريح العاملين فيها، إلا أنَّ الصورة ستتضح بعد اجتماع أعضاء مجلس إدارة الجمعية خلال الشهر المقبل.
وأوضح السيد البنعلي قائلا " إنَّه بعد الاجتماع الخاص بالجمعية العمومية لـ"وياك" توقعنا أن تلتفت أي من الجهات لتغيير الموقف الذي نحن عليه الآن سواء من وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، والاستماع إلى مطلبنا في تغيير نظام الجمعية الأساسي، أو صندوق دعم للأنشطة الاجتماعية والرياضية، إلا أنه وللأسف لم نلق أي تجاوب من أي من الجهات لإنقاذ الجمعية من الغرق، على الرغم من أنَّ ردود أفعال المتابعين لنشاط الجمعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي كانت إيجابية، بل وتؤكد على أهمية الرؤية والرسالة المتبناة من قبل الجمعية في تكريس وتعزيز الصحة النفسية، وإذكاء الوعي بأهمية الصحة النفسية، وإذابة الوصمة العالقة بالمرض النفسي."
وأكد البنعلي في تصريحاته أنَّ موازنة العام الجاري تواجه عجزا ماليا بقيمة مليون ونصف المليون، الأمر الذي يعصف ببرامج وأنشطة الجمعية، وقاد إلى ترجيح كفة تجميد نشاطها وتسريح العاملين فيها خلال شهر من الآن، معولاً في حديثه على دعم الجهات المؤمنة بالدور الذي تقدمه الجمعية في المجتمع، وإلا فإنَّ الجمعية ستواجه قرار الإغلاق لا محالة.


السقوط يضر بمصلحة المجتمع
وفي هذا السياق رصدت "الشرق" آراء عدد من المهتمين بالشأن العام، كالسيد عبد العزيز آل إسحاق-إعلامي وناشط اجتماعي-، الذي أسف على قرار الإغلاق، متسائلا عن الأسباب التي تقف وراء عدم دعم مثل هذه الجمعيات ذات الأثر النبيل والهدف السامي في المجتمع، مؤكدا أنَّ سقوط منظمات المجتمع المدني بسبب التمويل لن يضر سوى بمصلحة المجتمع، ومثل هذا النوع من الجمعيات يستحق الدعم.
ولخص آل إسحاق في حديثه لـ"الشرق" رأيه في أنَّ إغلاق مثل هذا النوع من الجمعيات المعنية بتقديم خدمات غير موجودة بالأصل، أو تقديمها بصورة مبتكرة عن المقدم في القطاع الحكومي له من الأمر المؤسف لأنه في أي مكان في العالم تلعب منظمات المجتمع المدني دورا محوريا لتكون ذلك البديل عن القطاع الحكومي، مضيفا أنَّ جمعية أصدقاء الصحة النفسية لا تقدم خدماتها للمرضى بل استطاعت أن تنشر ثقافة الصحة النفسية بين شرائح المجتمع المختلفة لاسيما في بيئة العمل، متطلعا في ختام حديثه العدول عن القرار بدعم أي من الجهات للإبقاء على هذا النوع من الجمعيات.
ضخ دماء جديدة
وشددت الدكتورة أمينة الهيل –استشاري نفسي تربوي بوزارة التعليم والتعليم العالي-، على المنهج الذي تبنته جمعية أصدقاء الصحة النفسية "وياك" المعني بالجانب النفسي، مؤكدة أنَّ تجميد نشاطها من الأمور المؤسفة، حيث إنَّ الساحة المحلية ستفقد خطاً توعويا وقائياً في مجال الصحة النفسية في حال إغلاق الجمعية، مقترحة منحها فرصة وتغيير القائمين عليها وضخ دماء جديدة قد تكون قادرة على إنعاشها والإبقاء عليها.
أين الجهات الداعمة؟
وبدأ الإعلامي حسن الساعي بطرح رأيه عبر حسابه على تويتر بسؤال استنكاري قائلا" هل يعقل لجمعية تقدم خدمات واستشارات نفسية على قدر من الأهمية أن يتم إيقاف نشاطها بسبب قلة الدعم!، حاثا الشركات والمؤسسات وجهات الدعم المختلفة في الدولة للوقوف إلى جانب الجمعية، وإخراجها من عنق الزجاجة، لدورها الفاعل في المجتمع."

تغيير نظامها الأساسي
هذا وكانت جمعية أصدقاء الصحة النفسية وياك قد عقدت اجتماع الجمعية العمومية العادية السادس، مساء الأربعاء الماضي، شهدت خلاله نقاشات ساخنة حول تجميد نشاط "الجمعية" بسبب عجز الموازنة العامة لعام 2018، فضلا عن ضعف التمويل لاعتباره الرافد الأساسي لبرامج وأنشطة الجمعية، وخلال الاجتماع علَّت أصوات عدد من الأعضاء مطالبين وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية إمكانية تغيير نظامها الأساسي بهدف الحصول على تبرعات، وتخلل الاجتماع إقرار الموازنة التقديرية للعام الجاري (3.252.687.51) ريال قطري، بعجز مليون ونصف المليون ريال قطري.