728 x 90



img

الدوحة - الشرق
تحت عنوان "التواصل لغة الحياة"، واصلت جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك) تقديم ورش عمل "مجلس العلم النفسي الأسبوعية"، التي استهدفت أخصائيين نفسيين واجتماعيين وتربويين.

وهدفت الورشة التي قدمتها الأخصائية النفسية والتربوية والمدربة المعتمدة من (إيلاف ترين) السيدة عبير الجباوي إلى إكساب المتدربين استراتيجية أكثر فعالية للتواصل مع الذات ومع الآخرين.
وتقوم هذه الإستراتيجية على تحديد الاحتياجات والمشاعر المرتبطة بها، وبالتالي الوصول إلى حلول هادئة وسلمية للصراعات وتكوين علاقات أكثر دفئاً واستقراراً.
وحول ماهية التواصل، أوضحت الجباوي أنه يمثل العملية التي يتم فيها نقل أو توصيل الأفكار والمشاعر بطريقة لفظية أو غير لفظية في حين تكمن أهميته في إيجاد معنى وقصد مشترك بين الأشخاص وتحقيق التماسك والارتباط بين الأفراد وتطوير علاقات اجتماعية، بالإضافة إلى تأمين حاجة من الحاجات النفسية للإنسان.
وأشارت المتحدثة إلى أن بعض الدراسات المتخصصة أوضحت أن 85% من النجاحات التي يحققها الإنسان في أعماله تعتمد على البراعة في التواصل وأن 15% فقط تعتمد على المهارات العملية والمهنية المتخصصة.
وحول عناصر الاتصال أوضحت مقدمة الورشة أن كل عملية اتصال تحتاج إلى مرسل وهو الشخص الذي يريد ايصال رسالة ما وهي معلومات أو معانٍ يراد إيصالها ووسيلة وهي اللغة المستخدمة لنقل الرسالة ومتلقٍ وهو الشخص الذي سيستقبل الرسالة والاستجابة وهي ما يقرر أن يفعله المتلقي تجاه الرسالة (التنفيذ أو التجاهل) والتغذية الراجعة وتعني مدى قبول الرسالة أو رفضها.
وتحدثت المدربة أن مجالات عملية الاتصال تكون عادة مع الأهل والأقارب وبين الرئيس والمرؤوس وزملاء العمل وبين الطالب والمدرس والتاجر وزبائنه وجمهور الناس بصفة إجمالية، كما تحدثت عن أهم معوق من معوقات التواصل أن تصل الرسالة مشوشة وأن تكون خالية من الحنو والشفقة وأن تثير ردود فعل عدوانية لدى الطرف الآخر وأن تجعل الطرف الآخر يفتقد التعاطف مع المتكلم وبالتالي يتحول الموقف إلى حلبة لاستعراض القوى وممارسة العنف ويفشل التواصل في تحقيق هدف الترابط والتآلف، بل إنه يصبح أداة للإساءة والتجريح والحقد والانتقام مما يستنزف طاقة الأفراد في محاولة لحل النزاعات وترميم ما تم تدميره من علاقات.
وشرحت المحاضِرةُ ماهية التواصل اللا عنيف بأنه تقنية تسمح لنا بالصلة مع مشاعرنا، وبالتالي الاستماع والاعتناء بحاجاتنا، فنعبر عن أنفسنا بشكل أوضح، آخذين في الاعتبار مشاعر وحاجات الآخر، فنستمع إليه بمزيد من الوعي والتفهم، منوهة بأن هذا النوع من التواصل يشتمل على ثلاثة جوانب هي: التعاطف الذاتي، التعاطف مع الآخر، تعبير ذاتي صادق، موضحة أن ما يعوق التعاطف بين الناس ويتمثل في: الأحكام الأخلاقية، عقد المقارنات، إنكار المسؤولية، و إصدار الأوامر.