728 x 90



img

نظمت جمعية أصدقاء الصحة النفسية (وياك) ورشة بعنوان: «آثار الثقافة على ممارسة العلاج النفسي»، قدمها الدكتور عبدالحميد عفانة المعالج النفسي وخبير الصدمات النفسية والاستشاري بقسم الطب النفسي بمؤسسة حمد الطبية، وذلك تحت رعاية جمعية «قطر الخيرية» (الشريك الإنساني).
وخلال الورشة التي تواصلت على مدار ثلاث ساعات، وحضرها نحو أربعين اختصاصياً نفسياً واجتماعياً وباحثاً ومهتماً، عرّف الدكتور عفانة الثقافة أنها تتمثل في سلوك اجتماعي ومعيار موجود في المجتمعات البشرية، وهي تعدّ مفهوماً مركزياً يشمل نطاق الظواهر التي تنتقل من خلال التعلم الاجتماعي في المجتمعات البشرية.
كما ناقش عنوان: (كيفية تطويع نظريات العلاج النفسي ومعظمها ذي منشأ غربي لتتماهى مع الثقافة العربية والإسلامية)، وللإجابة على ذلك قال المحاضر: لابد للمعالج النفسي أن يكون على دراية بالخلفية الثقافية للمريض الذي يعيش في بيئة ما، والتي تتراوح بين القرية والمدينة وبين الشرق والغرب، وأن المجموعات البشرية تكتسب ثقافاتها من جراء تفاعلها بالبيئة المحيطة، لذا يتعين على المعالج مراعاة كل ذلك أثناء استماعه لمريضه والشروع في إجراءات تقديم العلاجات له.
وأضاف أن المعتقدات والقيم في حركة تفاعل مستمرة بالقوى الاجتماعية والاقتصادية في البيئة التي تتواجد فيها؛ حيث يتنقل الناس في كثير من الأحيان من بيئة إلى أخرى، ولكنهم مستمرون في حملهم لثقافاتهم التي اكتسبوها في بيئاتهم الأصلية، الأمر الذي يترتب عليه مخاطبتهم وفقاً لذلك.
وشدد المتحدث هنا على ضرورة
تفهم المعالج والمختص النفسي هذه الثقافة المرتبطة في كثير من الأحيان بالدين والعادات والتقاليد
والإرث الحضاري ليتسنى له النجاح في مساعيه العلاجية.
وأشار المحاضر إلى أن ثقافة الفرد تلعب دوراً مهماً في التكيف وطريقة التفكير والشعور، وكذلك في طرائق تعامله مع الآخرين، منبهاً إلى ضرورة تحديد معايير ثقافية تكون مقبولة دينياً ومجتمعياً ليتسنى لنتائج العلاج أن تكون مرضية وناجعة.