728 x 90



img

السبت، 11 أبريل 2015 01:41 ص
جريدة العرب ((قطوف نفسية))

«قطوف نفسية» صفحة لجميع القراء تعمل على توفير التواصل السريع المستمر، ومساعدة أصحاب المشكلات على تجاوز الصعوبات التي تواجههم.. تحت إشراف جمعية أصدقاء الصحة النفسية «ويّاك». وتسعى الصفحة إلى الاهتمام بالصحة النفسية للفرد والمجتمع، والعمل على تغيير النمط التقليدي المجتمعي، وإزالة الوصمة المرتبطة بالمرض النفسي، وتقديم خدمات شمولية في مجال الصحة النفسية الايجابية؛ تشمل الإرشاد والتوجيه النفسي، بالإضافة إلى بناء القدرات وتقديم الاستشارات للمؤسسات والأفراد العاملين في مجال الصحة النفسية، بما يضمن حصولهم على الرعاية المناسبة في الوقت المناسب والمكان المناسب. وتتشرف صفحة «قطوف نفسية» بالاستفادة من ملاحظات وآراء القراء الكرام في دعم رسالتها ونجاحها.
الشخصية المستبدة

إن الشخص المستبد يسعى للتحكم في شؤون الناس بإرادته لا بإرادتهم ويحاكمهم بهواه لا بشريعتهم ويجعل من نفسه غاصباً معتدياً، فيضع كعب رجله على أفواه الملايين من الناس يسدها عن النطق بالحق والتداعي لمطالبته، ونجد شخصية المستبد دائماً عدواً للحق وللحرية.
والمستبد لا يكترث بكل من حوله ويجهل أن مساعدة الآخرين والنظر إليهم بعين الرأفة والاهتمام طريق العظماء الذي انتهجوه، ذلك أن الجماعة غلبت الفرد، فكلما نظرت للناس وكأنهم جزء منك، لهم الحق في التعبير والعمل دون وجود النزعة الذاتية، كلما استطعت بناء فريق عمل منتج ومتعاون قادر على العطاء.
إن الأسلوب الاستبدادي في كتم أنفاس الناس لن يثمر إلا أفراداً متمردين غير متعاونين، بينما البحث عن روح التعاون والصداقة والزمالة، وإيجاد جسور مشتركة من الحب والاحترام هو الطريق الأسلم.
غالباً النمط الاستبدادي من الناس أشقياء وغير سعداء ويفتقدون للأمن النفسي، فهم في حالة من القلق والتوتر الدائم وفي شعور مصاحب لهم بالتهديدات، وهذه الحالة تزيد من وتيرة الاستبداد لديهم فهم لا يسمحون للآخرين بهامش من النفوذ أو تفويض للسلطة والمسؤولية خوفاً من رد الفعل الانتقامي، وأن يقعوا تحت طائلة المسائلة والعقاب، ربما يكون هذا السلوك فطرياً غريزياً، أو إنه نتيجة لظروف اجتماعية صعبة وقاسية، أو الاثنين معاً. يعزز من سلوك الشخصية المهيمنة ضعف واستكانة وإيثار السلامة من جانب الفئة المستكينة الهادئة من الناس التي لا تستطيع أن تقول رأيها ولا تناضل من أجل حقها، وتستخدم أسلوب المهادنة، فكأنها تعطي مكافأة لهذا السلوك المتطرف المنحرف ليزيد في عنفوانه وسيطرته. الشخصية المسيطرة غالباً تبدأ ظهورها في سن مبكرة في صورة حب الذات (الأنا) نتيجة لشعورها المفرط بالكره من جهة أحد الوالدين أو قسرها على السير في مسار معين يرضي طموح الوالدين، أو نشأتها على حب الاستحواذ على كل شيء تريده وترغبه، مستغلة عاطفة الوالدين. فهذا السلوك المبكر يلعب دوراً كبيراً في ولادة الديكتاتور المنتظر. رغم أن سلوك هؤلاء يعد تحدياً صعباً للمتعاملين معهم إلا أنهم يستحقون العطف والرثاء لحالهم. الناس التي تعاني من الضعف في قدرتها على اتخاذ القرار هم في الغالب خاضعون تحت سلطة قوية قاهرة تنكأ جراحهم، وتضعف باستمرار من ثقتهم بأنفسهم ولا تخلق لهم الفرص لنمو جانب الاستقلالية في اتخاذ قرارات تخصهم، ولا تشجعهم على الخطأ، ليتعلموا الصواب. هؤلاء الناس لا يريدون سوى التحرر من هذه القيود، فهم لا يسعون ولا يتطلعون إلى أخذ أدوار المسيطرين، ولكنهم يريدون أن يزيدوا من رصيد مهاراتهم واستقلاليتهم. هذا كما قلنا ليس بالشيء الصعب، ويمكنك استخدام بعض التقنيات السهلة الممتعة والمنجزة.
والقرآن الكريم مليء بالمواقف التي تنبذ الاستبداد وتدعو إلى المساواة والعدل واحترام آراء الآخرين فلا مجال للاستبداد وإلغاء العقول، مصداقاً لقول الله تعالى: {وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ} الشورى 38.
لقد حرص الأنبياء والرسل على فك عقول البشرية من عبادة غير الله تعالى والانقياد له سبحانه وتعالى، لأن الاستبداد يقيد حرية الأفراد وينغص عليهم حياتهم، فهو يستولي على العقول والأجسام فيفسدها ويقاوم الرشد والتعقل، ولنتأمل في مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه حينما قال: «متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟!».
إن الجو الحواري الهادئ يسمو على كل مفهوم يفاخر به المنهزمون، إنها الشورى التي تفسح صدر الحاكم مهما علت مكانته للمعارضة النظيفة والمواجهة الشريفة.

كيف أتخلص من العزلة؟

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، دكتور أنا شخص أحب العزلة، ودائماً أجلس لوحدي وأبكي، وعند مقابلة أي شخص لا أستطيع أن أتحدث معه، كما أعاني من مشاكل مع والدي، أرجوكم ساعدوني تعبت من هذه الحالة.. وشكراً.. أختكم: أمل.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. أختي الفاضلة أمل حفظك الله ورعاك، ووفقك لكل خير، كما أشكرك على تواصلك مع موقع «وياك» للاستشارات النفسية.
أنا أريدك يكون لديكِ الأمل في كل شيء، ويجب أن يكون لديكِ نصيب من اسمك وهو الأمل، وكل إنسان لديه أمل مشرق لا يحزن ولا يقلق ولا يكتئب، ولا يلجأ إلى البكاء، بل يكون صامداً مواجهاً للعقبات والمشاكل التي تواجهه.
والأمر الذي حدث لك سببه الأول والأخير هو ضعف في الشخصية، فلا تستطعين مواجهة الآخر، ولا التحاور والتحدث معه، فتتراجع إلى الخلف، وتنسحب، وتلجئي إلى البكاء والحسرة، بعد ذلك العزلة والانطوائية، والقضاء على المستقبل.
أنتِ محتاجة إلى أن تقدري ذاتكِ، ومعرفة الإنسان لقدر نفسه هي منبع ثقته، وتقدير الذات هو عملية ديناميكية لما يجري في العقل والجسد من عمليات، وما يقوم به الإنسان من تصرفات وسلوك.
وهذه السلوكيات (البكاء والعزلة) التي تصدر منك يبدو أن الأفكار السلبية قد طغت عليك وأخذت حيزاً كبيراً في تفكيرك، ولم تترك مجالاً للأفكار الإيجابية، وهذا ما يؤدي بك إلى العزلة والضعف وعدم القدرة على مواجهة الآخرين، وتتأثري من أي انتقاد.
أولاً وقبل كل شيء يجب عليك -أختي أمل- أن تعطي لذاتك الحق، وتعرف قيمتها، وهذا التقدير لا بد أن يكون عالياً حتى تتغلب على الحساسية المفرطة.
وهذا الضعف الذي تعيشينه قد يولد لديك أيضاً القلق، وهو شعور الإنسان بعدم الراحة تجاه شيء ما يمكن أن يحدث وهو غير مؤكد، أو خطر محدق يخاف منه الإنسان؛ فيشتت ذهنه، ويضايقه، ويقلق منامه، ويعكر صفوه! والقلق الشديد والذي يعتبر مرضاً يعتبر عدو النجاح والوصول إلى الهدف المنشود، بخلاف القلق البسيط الذي يجعل الذهن متفتحاً ومنتبهاً لما يدور أمامه.
أما فيما يخص البكاء، فهذا راجع إلى عدم القدرة على حل المشكلة؛ فتلجأ إلى البكاء كحل سحري للمشكلة، ولكن الأفضل أن تبقى صامدة صابرة، عوّدي نفسك الصبر والاحتساب، ولكن لا بد أن تعلم أن البكاء أحياناً يعتبر علاجاً للكبت والقلق، فلا بأس إذا فرغت مشكلتكِ بالبكاء حتى ترتاح، ولا تكتميها، فتتفاقم لديك، ويصعب عليك حلها فيما بعد.
ويجب أن تعلمي أن الخوف والقلق لصان من لصوص الطاقة وهما عائقان في وجه النجاح؛ لأنه يستهلك جميع طاقتكِ وقواكِ، ويجعلك تركزي تفكيركِ على النواحي السلبية التي تكمن في حياتك بدلا من أن تركزي في تفوقك، ونجاحك في الحياة.
حاولي أن تواجهي هذا البكاء والقلق بقوة الإيمان وقوة اليقين والاعتقاد، وإذا كنتِ تعيشين حياة الخوف والعزلة فإنكِ ستظلين تعيشين أسيرة حبيسة للقلق والحزن طوال حياتك وتفني عمركِ في الأوهام، بادري بالانطلاق ولا تفكري في شيء، وأبعدي عنك القلق والخوف، عيشي حياتك بعيداً عن التوتر.
وهناك خطوات من خلالها تستطيعين أن ترفعي من شأن ذاتك، وهي:
1- يجب أن تعلمي أنكِ مؤمنة بالله، فإن الطاقة الإيمانية هي ذلك النور الإلهي العجيب الذي إن استعنتِ به فلن يخذلك، وهذا النور هو الذي يمدك بالقوة الجسمانية في بدنك والسعة في رزقك والبركة في حياتك، ويزودك باليقين والثقة بالنفس والطمأنينة والراحة النفسية والسعادة الأبدية.
2- حاولي أن تواجهي هذه المشاكل التي تعيشينها في الجامعة أو في البيت بقوة التقبل والمناقشة، والتفكير في الحلول، وكوني صلبة بدلا من الهروب واللجوء إلى البكاء والحسرة.
3- يجب أن تكوني حيوية وعندكِ عزيمة وقدرة على مواجهة أي شيء، وتحبي العمل ولديكِ الحماس والدافعية والميل إلى التغيير والتطوير، ويجب أن يكون هدفكِ في الحياة واضحاً لا غموض فيه.
4- يجب أن تكوني إيجابية متفائلة، بعيدة عن الإحباط واليأس، وتحاولي دائماً أن تقبلي على تصميم الحياة، ولا تضعفي أمام المشاكل.
5- كوني اجتماعية وابتعدي عن العزلة والانطوائية، وحاولي أن تستمعي إلى الآخرين وتؤثري فيهم، وتحبي الخير للجميع.
6- اعملي على تطوير ذاتكِ دائماً، فتطور من أفكارها ولا تبقي سجينة الأفكار السلبية، تطلعي دائماً إلى النجاح وارتقي سلم المجد.
7- مارسي تمارين الاسترخاء، فهي تخفف عنكِ من وطأة القلق والحزن، ويجب أن تختاري مكاناً هادئاً بعيداً عن الضوضاء.
8- حاولي أن تهتمي بدراستكِ وتثبتي جدارتكِ أمام صديقاتكِ وأهلكِ على أنكِ قادرة على النجاح والتفوق بإذن الله تعالى.
9- بالنسبة لمشاكلكِ مع الوالد، فحاولي أن تدخلي طرفاً ثالثاً بينكما وقد تكون الأم، وتحاولي أن تشرح لها الأمور كلها من أجل معالجة المشكلة، ولا تتركيها تمر بل أريدك أن تحسني علاقاتك مع الوالد وهذا هو الأساس.

إدخال السرور على الآخرين

تشهد المجتمعات هذه الأيام صراعات متشابكة على المصالح السياسية والشخصية، فيفوز فيها من يفوز ويخسر فيها من يخسر، وما بين الاثنين يصرخ أناس يرجون من يرفق بهم ويفرّج الكرب عنهم ويخفف آلامهم ويطعم جائعهم، ويقضي الديْن عن مدينهم ويهدي السرور لحزنهم.
وإنها لسعادة غامرة تلك التي يستشعرها المرء عندما يسعِد الآخرين، أو يشارك في إسعادهم أو تخفيف آلامهم، سعادة لا تحس بها إلا النفوس الطاهرة النقية التي رجاؤها دوماً وجه ربها وسعيها دوماً هو في طرق الخير المضيئة.
إن الحياة كد وتعب ومشقة وصعاب ومشكلات واختبارات وآلام، وما يصفو منها ما يلبث أن يتكدر، وليس فيها من أوقات صفاء رائق إلا أوقات العبادة المخلصة لرب العالمين سبحانه.
والناس، كل الناس بحاجة إلى يد حانية، ترْبِت على أكتافهم في أوقات المصائب، وتقوّم انكسارهم في أوقات الآلام، وتبلل ريقهم بماء رقراق عند جفاف الحلوق.
وهي من أهم الوسائل في تقوية الروابط وامتزاج القلوب وائتلافها، كما أن إدخال السرور على المسلم يعد من أفضل القربات وأعظم الطاعات التي تقرِّب العبد إلى الله سبحانه وتعالى.
ولإدخال السرور إلى القلوب المسلمة طرق كثيرة وأبواب عديدة منها ما ورد في حديث ابن عمر: «أحب الناس إلى الله أنفعهم وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن!! ولكن كيف تدخله؟! قال: تكشف عنه كرباً أو تقضي عنه ديناً أو تطرد عنه جوعاً. ولئن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليَّ من أن أعتكف شهراً في المسجد ومن كفَّ غضبه ستر الله عورته ومن كظم غيظه ولو شاء الله أن يمضيه أمضاه ملأ الله في قلبه رجاء يوم القيامة ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجة حتى يثبتها له ثبّت الله قدمه يوم تزل فيه الأقدام».
وإن سوء الخلق ليفسد الأعمال فلا أقل من الابتسامة والبشاشة فابتسامتك بوجه من تلقاه من المسلمين لها أثر في كسب قلوبهم؛ ولذلك قال عليه الصلاة والسلام «لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق»، والوجه الطلق هو الذي تظهر على محياه البشاشة والسرور، قال عبدالله بن الحارث «ما رأيت أحداً أكثر تبسماً من رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وقال جرير «ما حجبني رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت ولا رآني إلا تبسم».
كما كان صلى الله عليه وسلم ينبسط مع الصغير والكبير يلاطفهم ويداعبهم وكان لا يقول إلا حقاً، وبهذا الأسلوب كسب قلوب صحابته.
إن مجتمعاتنا اليوم، والتي تعيش الآن في صراعات متشابكة على المصالح الشخصية – لفقيرة إلى فهم ذلك المعنى العظيم، الذي يصرخ فينا أن سارعوا إلى الرفق بالناس وتفريج الكرب عنهم وتخفيف آلامهم وإطعام جائعهم وقضاء الدين عن مدينهم، وإهداء السرور لحزينهم.
وما أروع هؤلاء الصالحين ذوو النفوس الطاهرة الذين يسعون دوماً في إدخال السرور على إخوانهم، فيسألون عن أحوالهم ويسارعون في نجدة ملهوفهم، ومداواة مريضهم وحل مشكلاتهم مهما كلفهم ذلك، تعباً في أجسادهم أو بذلا من أموالهم أو شغلا في أوقاتهم رجاء بسمة سرور ورضا من هذا الحزين بعد زوال حزنه، فيسرها الصالح في نفسه ليعدها في صالحات أعماله يوم اللقاء.

التفكير الإيجابي
– افعل أفضل ما تستطيع في كل مناحي الحياة، ثم دع الأمور تجري في أعنتها، فإنك مهما بذلت من جهد فإنك لا بد ستخطئ.
– كن رفيقاً بنفسك، لا تحط من قدرك ولا تغرق في تأنيب نفسك بشكل يؤدي في النهاية إلى الهزيمة أمام الآخرين.
– ازرع في نفسك روح الإرادة والتحدي فهي تنمو كالعضلات تماماً بالتدريب والممارسة.
– اترك مجالا تسعد فيه نفسك دون مساس بالآخرين، ولا تدع مجالا لإسعاد من لا يستحق على حساب نفسك.
– إذا أردت أن تتفاعل حقاً مع من تعاملهم، يجب أن تفهمهم قبل أن تطلب منهم أن يفهموك.
– كافئ نفسك على الأفعال المرغوبة على فترات مختلفة فحين تفتر عزيمتك عن فعل ما تريده، قم بإعطاء نفسك مكافأة غير متوقعة تعمل على إثارة حماسك.

همسات
– احترم ذوات أطفالنا ومشاعرهم، وحاجاتهم وميولهم.
– احترم إنجازاتهم ولو كانت يسيرة.
– ذم الفعل والسلوك الخاطئ ولا تذم الفاعل ذاته، فلا تقل: أنت كذاب، وقل: هذا كذب.
– تخير الكلمات المشجعة والمحفزة لهم.
– المشاجرات المتكررة للوالدين أمام الأولاد تقلل من احترام الأولاد للآباء.
– تجنب السب واللعن والألقاب السيئة والتحقير لأولادك.
– لا تمانعهم من مجالسة الكبار المعروفين بالخير والاستقامة، فهذا يزيد من تقديرهم.